الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجنب الولادة المبكرة ومشاكل المشيمة؟

السؤال

السلام عليكم.

حملي الأول، حصل لي انفصال في المشيمة في الشهر السادس، وولدت بعملية قيصرية، ومات الجنين، وحملي الثاني والثالث ولدت بدون مشاكل، وحملي الرابع حصل لي ولادة مبكرة، وانفصال كلي في المشيمة في الأسبوع 28 ومات الجنين.

الأن أكملت 6 أشهر، هل يمكنني الحمل الآن. وكيف أتجنب الولادة المبكرة ومشاكل المشيمة؟ علما أن رحمي على شكل قلب، أي بقرنين، وحملي الأول حصل لي انفصال جزئي بالمشيمة، ولدت قيصريا، وتوفي الجنين، والآن لي ستة أشهر وأفكر في الحمل، هل الوقت مناسب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عثمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك, ونسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

إن كانت الولادة الأخيرة قد تمت عن طريق عملية قيصرية, وهذا ما أتوقعه، لأنك لديك أكثر من عملية حسب ما فهمت، فإن الأفضل لك الانتظار إلى ما بعد مرور سنة على العملية الأخيرة, حتى تكون الندبة في الرحم قد اندملت تماما, وحتى تستعيد عضلة الرحم طبيعتها ومقويتها.

كون الرحم عندك يحتوي على قرنين, فهنا وكنوع من الوقاية يجب عمل عملية ربط لعنق الرحم, في كل مرة يحدث فيها الحمل, وذلك عندما يبلغ الحمل عمر 14 أسبوعا, بغض النظر عن حالة عنق الرحم, لأن الرحم ذات القرنين, قد يسبب إجهاضا متأخرا, أو ولادة باكرة, وقد تكون سببا في ما حدث لك من ولادة باكرة, وقد تردين علي بقولك: ولماذا كان الحمل الثاني والثالث طبيعيا، ولم تحدث ولادة باكرة ولا إجهاض؟

هنا أقول لك: بأننا عندما نقول بأن الرحم بالقرنين قد تسبب مثل هذه الاختلاطات, فهذا لا يعني بأن هذه الاختلاطات ستحدث في كل حمل وبشكل مؤكد, وإنما يعني أن احتمال حدوثها سيكون أعلى من الاحتمال الطبيعي, ولأننا لا نعرف في أي حمل عندك ستحدث, لذلك فإنه يجب إجراء عملية الربط لعنق الرحم في كل الحمول, كنوع من الوقاية والأخذ بالأسباب.

علما بأنه حتى ربط عنق الرحم قد يفشل في منع هذه الاختلاطات من الحدوث في بعض الأحيان, لكن بالطبع عمله سيرفع من نسبة نجاح الحمل بإذن الله تعالى، كما يجب نفي احتمال وجود أسباب أخرى عندك، لحدوث انفصال المشمية والولادة الباكرة, مثل وجود أجسام مناعية مضادة في الدم تشكل خثرات وتسد أوعية المشيمة, أو وجود خلل هرموني كخلل الغدة الدرقية, أو غير ذلك من الأسباب.

لذلك يجب عمل بعض التحاليل الأساسية، وهي: هذه التحاليل يجب عملها في الصباح، وفي اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN -TSH--FREE T3-T4 أما التحاليل الآتية فيمكن عملها في أي وقت وهي: GTT- ANA-LA-ACA- PT-PTT--PROTIEN -C-S>.

كنوع من الاحتياط أيضا, يجب تناول حبوب أسبرين الأطفال حبة واحدة يوميا فور معرفتك بحدوث الحمل الجديد, كما قد تحتاجين إلى مشاركتها، إما بحبوب تسمى (بريدنيزون) أو بإبر (الهيبارين) حسب نتائج التحاليل.

يفيدك كثيرا تناول جرعة عالية من حبوب الكالسيوم 2 غرام يوميا، وذلك بعد إكمال الحمل بعمر 15 أسبوعا, فهذا يخفف من احتمال انفصال المشيمة، إن شاء الله تعالى، وننصح خلال الحمل بالتالي:

- تفادي حدوث الجماع.
- تفادي الاستحمام بماء حار, ويجب أن يكون الماء فاترا فقط.
- تفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- الحرص على شرب كمية كبيرة من الماء والسوائل المفيدة, كالعصائر الطازجة والحليب.
- أخذ قسط وافر من الراحة والنوم على الجانب الأيسر قدر المستطاع.

وكل ما سبق هو نوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى التوكل على الله بعد ذلك, فهو عز وجل خير الحافظين.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً