الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما يصرخ أحدهم في وجهي أو ينتقدني لأتفه الأسباب تتغير ملامحي!

السؤال

السلام عليكم.

لله الحمد لم أذهب إلى أي عيادة، أو أي دكتور لـشرح حالتي، ولكن بعد معرفتي بهذا الصرح الشامخ على هذه الشبكة بإذن الله سوف أجد مبتغاي وأشرح لكم حالتي:
أشعر بخفقان عندما تأتي مناسبة، أو اجتماع، أو رحلة، وعندما أتحدث أمام مجموعة من الأصدقاء، وأشعر برهبة وخوف وتلعثم في ملامحي عندما يتحدث أحدهم عني أمام الناس سواء بمدح، أو غيره، وكذلك عندما يسخرون ويضحكون علي.

أشعر عندما يصرخ أحدهم في وجهي، أو ينتقدني لأتفه الأسباب تتغير ملامحي، وأشعر بخفقان ورعشة حينها، الفرح معدوم لدي والحزن والعصبية تلازمني، أشعر عندما أروي قصة لأحد ما بفقدان التركيز في سردي لها.

عمري 33 سنة، متزوج ولدي أطفال، وتركت التدخين قبل فترة بسيطة وارتحت من القولون قليلا، -والحمد لله-.

أرجو مساعدتي جزاكم الله خيرًا، علما أني لا أفضل الأدوية.

ولدي سؤال آخر: أمي تعاني من وسواس قهري، وراجعنا عند عيادة نفسية، وتم إعطاؤها دواءً يعرف باسم بروكسات 20 ملي، ولها الآن أكثر من 5 أشهر، ووصلت الجرعة إلى 2.5 في اليوم، وتشعر بتحسن، -ولله الحمد- ولكن الحزن والخوف والوساوس تأتي وتذهب من فترة لفترة، علماً بأن الوسواس القهري ظل ملازمًا لها منذ أكثر من 22 سنة.

أرجو منكم مساعدتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أنت تعاني من درجة بسيطة من قلق المخاوف، وقلقك هذا يأخذ طابع بالخوف، والعلاج كالآتي:

أولاً: يجب أن تحقر فكرة الخوف، وتبني فكراً جديداً يقوم على مبدأ أنك لست أقل من الآخرين.
ثانياً: التوسع الاجتماعي وهذا نعني به كثرة التواصل الاجتماعي، وهذا يكون من خلال الصلاة مع الجماعة في المسجد، ممارسة الرياضة الجماعية، الانخراط في أي عمل اجتماعي أو ثقافي.
ثالثاً: تنظيم الوقت بصورة دقيقة جداً.
رابعاً: أن يكون لك وجود حقيقي، وفعال داخل أسرتك.
خامساً: أن تضع خارطة للمستقبل أمامك، تقدم مشيئة الله، وتضع الآليات التي توصلك لهذا.
سادساً: تطبيق تمارين الاسترخاء، وفي استشارة إسلام ويب التي تحت رقم: (2136015) نرى أنها مفيدة، هذا هو الذي أود أن أنصحك به.

بالنسبة للفاضلة والدتك دعها تستمر على البروكسات، وأنت ذكرت أن الجرعة توصلت إلى 2.5 ربما تقصد 25 مليجرام، وهذه تعتبر جرعة صحيحة حثها على الصبر عليها، -وإن شاء الله تعالى- سوف تستفيد أكثر عليها. أيضاً عليها أن تقوم بالتطبيقات السلوكية فيما يخص الوسواس القهري، والعلاج السلوكي يقوم على مبدأ رفض الوسواس وتحقيره، وعدم الاكتراث له، وأن لا تترك أي مجال للفراغ الوقتي، أو الزمني.

إذا كانت جرعة البروكسات هي 12.5 مليجرام فعليها أن ترفعها إلى 25 مليجرام، ولا شك أن مراجعة طبيبها سوف تكون مفيدة جداً لها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك ولوالدتك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً