الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجاوز مواقف السخرية والتهكم على شكلي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا على قدر متواضع من الجمال، ومقتنعة بمظهري وملامحي -ولله الحمد-، ولست أنا من أقيم نفسي، فهذا يعتبر غرورا، ولكن الكل يميزني بالنعومة والبساطة والجاذبية، وأنني على طبيعتي، ولا أتكلف بمساحيق التجميل، لأن ملامحي متناسقة، ولا يوجد ما أريد إخفاءه، خصوصا أننا الآن في عصر عمليات التجميل، والتقليد الأعمى، والمظهر المزيف، ولكن في بعض الأحيان أقابل أشخاص يشبهونني بمشهورة معروف عنها القبح، وأتضايق كثيرا، على سبيل المثال: أحدهم قالت لي بكل وقاحة أمام عدد من الصديقات، أعجز عن وصف ما شعرت به، وفقدت تركيزي، وتضايقت كثيرا، لأنني لا أرى أنني أشبهها، كيف ذلك؟ وأنا أسمع الإطراء على مظهري وملامحي!

لا أستطيع الرد أو المجادلة، حتى لا أوصف بعدم الثقة بالنفس، أو حتى لا يمسك علي (نقطة ضعف)، لست مثالية، ولكن البعض يعتبرني ملفتة للنظر وجذابة.

لا أنكر أن هذا الأمر بدأ يتسبب بإحراجي مما يجعلني أرغب بمغادرة المكان أحيانا، وأخشى أن يصبح هذا التشبيه محط سخرية من قبل البعض.

حقا لا أريد أن أفقد ثقتي بنفسي، كيف أستطيع تجاوز هذه المواقف؟ خصوصا إن صدرت من أشخاص لا يثمنون الكلمة ويتميزون بالوقاحة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو من سؤلك أنك مؤمنة وقنوعة، وحكيمة أيضا، بارك الله فيما وهب.

إرضاء الناس غاية لا تُنال -كما يقال-، وكما تعلمين، فربما يفيد أن تسألي نفسك سؤالا، وهو: "هل ما ورد في سؤالك مشكلتك، أم مشكلة الناس؟"

إذا كان بعض الناس، وخاصة ممن وصفت بالوقاحة وعدم التنبه لأهمية الكلمة، إذا كان مظهرك يسبب لهم بعض الأمور، كأن يعتقدون بأنك مثلا شبيهة بفلانة من الناس، فهذه مشكلتهم هم، وليس عليك أن تبالي كثيرا بما يعتقدون.

وتحديد الموضوع بهذا الشكل، أن هذه هي مشكلة الناس، أو بعضهم، وليست مشكلتك أنت، طالما أنك مرتاحة لمظهرك وشكلك، فالذي لا يعجبه هذا ليفعل بنفسه ما يشاء، ويتركك في حالك!

استمري بما أنت عليه من القناعة والرضى، وركزّي على ما تتقنين أو تحبين من الأعمال، والله موفقك، وراعيك.

ولعل فيما ذكرت لك يفيد في تجاوز مثل هذه المواقف، وقل اعملوا فكل ميسّر لما خلق له.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً