الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوهم والقلق والتوتر .. أفيدوني في حالتي وعلاجها

السؤال

قبل ثمانية أشهر كنت في مدرسة -تطبيق ميداني- لمدة ثلاثة أشهر، وبعد شهر وأنا واقفة شعرت باهتزاز في رجليّ، وعدم توازن شعرت لحظتها بالخوف زادت نبضات قلبي، وشعرت بدوخة أيضا، أشعر كما لو أنني في عالم آخر، وانزعاج من الضوء لا أعلم، هل هو من الخوف أو لا؛ لأنني فكرت أنني سوف أسقط مغمىً عليّ أمام الطالبات، ومن تلك اللحظة صار ينتابني هذا الشعور -الشعور بالخمول-، وبرعشة في رجلي شبه دوخة، قلق، توتر، تفكير، زائد، خوف من الأمراض؛ لأنني واجهت وفاة أبي المفاجئة، وسقوط أمي أمام عيني بسبب شريان في القلب، فلا أعلم هل هي صدمة؟

ذهبت إلى أكثر من طبيب، عملت تخطيطًا للأذن وأشعة فكانت سليمة، ذهبت إلى طبيب غدد وسكري، وأكد سلامتي.

قبل هذه الحادثة بثلاث سنوات ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وأكد سلامتي؛ لأنها أتتني فترة شهر قبل ثلاث سنوات عملت تحاليل كالسيوم، حديد، أنميا، بوتاسيوم، سكر، ضغط، فيتامين (ب12)غدة درقية، وجار درقية جميعها سليمة، ماعدا فيتامين (د) ناقص، فأخذت له، حبوب فيتامين (د)، وأكد لي الأطباء أنها ليست أعراضه.

أيضا أنا نظامي اليومي غير صحي، لا أنام في الليل، التوتر، الجلوس بالساعات أمام شاشة الجوال لذلك، أشعر بصداع، وإرهاق العين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل أن نبدأ بالتشخيص أرى أنه من الضروري جدًّا أن تنظمي وقتك، الجلوس لساعات أمام شاشة الجوال خطأ عظيم، يؤدي إلى إدمان الجوّال، يؤدي إلى إضعاف التركيز، يؤدي إلى تقليل المهارات الحياتية الاجتماعية، يضر بالعيون، يؤدي إلى الصداع، يؤدي إلى إنحاء في عظام العمود الفقري للرقبة، أعراض كثيرة وكثيرة.

والإنسان إذا أراد أن يصحح مساره في الحياة لا يمكن أن يخلط ما بين ما هو خطأ من حيث السلوكيات، وما هو صحيح، يجب أن تكون كل أفعاله وتصرفاته حيال نفسه وصحته سليمة، هذا هو الذي يجب أن تصححيه، وهذا يفيدك تمامًا.

من حيث التشخيص فالوصف الذي ذكرته يدل على وجود قلق مخاوف، بدأت الحالة بنوبة هرع، ثم بعد ذلك ظهرت الأعراض النفسوجسدية، مما دفعك إلى إجراء الفحوصات المتعددة، والأحداث الحياتية من وفاة للوالد (المفاجئة)، وسقوطه أمامك، هذه نسميها بالمثيرات أو الروابط التي زادتْ من قلق التوتر لديك.

فحوصاتك ممتازة، نقص فيتامين (د) يجب أن يُعوّض، وتعويضه سهل جدًّا.

مراجعة حياتك بصفة كاملة هي العلاج، كما أوضحت لك في بداية الإجابة على هذه الاستشارة، أهمية وضرورة الالتزام بالحياة الصحية، والحياة الصحية معروفة للجميع.

النقطة الثانية هي: أن تضع لنفسك أهدافًا وتحاولي أن تصلي لهذه الأهداف، الدراسات فوق الجامعية ربما تكون هدفًا، حفظ ما يتيسر من كتاب الله من خلال الالتحاق بمراكز التحفيظ أيضًا يعتبر هدفًا نبيلاً ومُجديًا، ولا يوجد أعظم ولا أفضل من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

النقطة الأخيرة هي: أن تذهبي إلى الطبيب النفسي أو إلى طبيبة الأسرة لتصف لك أحد مضادات القلق والتوتر، وأعتقد أن السبرالكس – والذي يعرف علميًا باسم استالوبرام – بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام - أي نصف حبة – يتم تناولها لمدة شهر، ثم تجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، هذا سوف يكون من العلاجات المُجدية - بإذن الله تعالى - خاصة أنه سليم، وفعّال جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً