الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب ولا أستطيع المواجهة، ما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر عشرين عاما، وقد كتبت سابقا موضوعا، وتم تصنيفي من ضمن المكتئبين، وقبل ثلاثة أعوام ذهبت إلى طبيب نفسي، وكنت في بداية إصابتي بالاكتئاب، ووصف لي سيبراليكس عشرة، وقال: التزم به، لكن أجبرت نفسي على تركه لأنني أستطيع أن أكمل حياتي، ولست بحاجة إليه، وأنا الآن أريد العودة له، ولكن لا أريد أن أخبر أحدا بالأمر.

لا أريد زيارة الطبيب، وأريد أن أستشيركم من هنا، لا أشعر بأي حديث ولا بالأشخاص رغم أني كنت سابقا أشعر بكل شيء وأزداد وضعي سوءاً، فأنا أشعر الآن بالرهاب أيضاً، ولا أستطيع مواجهة أحد.

أشعر أني فقدت ذاتي وثقتي بنفسي، وتأتيني وساوس في الصلاة أني لست على طهارة.
أريد أن أطور نفسي بنفسي، وأثق بنفسي جيدا، ولا أريد أن أتحطم، ولكن الأمور في دراستي تخذلني، والدورة الشهرية ليست منتظمة لدي، تأتيني فقط أربعة أيام وفي العادة سبعة أيام أو ثمانية.

لا أنام جيدا، ولا آكل جيدا، وأنا في الحقيقة لا أهتم، إن أكلت أم لا تمرني أيام كثيرة لا آكل إلا قليلا جدا. ذهبت إلى صيدلية بجانبنا، وقد سألته إذا كان الدواء موجودا أم لا؟ فأخبرني أنه موجود، ولكن لم أستخدمه.

ما الحل؟ وكم جرعته؟ وفي أي وقت أتناوله؟

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تتشاءمي، ولا تتركي لهذا الفكر السلبي مجالاً ليسيطر عليك، أنت الحمد لله شابة، وحريصة على صلاتك، وهنالك أشياء طيبة في الحياة يمكن أن تتدبري وتتأملي فيها، وتسألي الله تعالى دائمًا أن يجعلك من السعداء، نظمي وقتك، وضعي أهدافًا لحياتك.

ليس لأحد الحق أن يصنفك من ضمن المكتئبين، لأنه وحتى إن كان لديك عسر في المزاج في مرحلة من المراحل فهذا يعتبر أمرًا عابرًا، وليس من المستحسن أبدًا أن يُصنف الإنسان نفسه أو يصنفه الآخرون بطريقة تكون ذات عائد سلبي عليه.

الذي أريد أن أصل إليه: أن الفكر السلبي غير المفيد يؤدي إلى ضرر نفسي كبير وكبير جدًّا.

نظمي حياتك بصورة أفضل، ولتحسين النوم: مارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتجنبي النوم النهاري، واحرصي على أذكار النوم، وثبتي وقت الذهاب إلى النوم.

وساوس الصلاة يُهزم فيها الشيطان من خلال الاستعادة بالله، والانتباه في الصلاة، وألا تدخلي الصلاة بأفكار مسبقة أن الوسواس سوف يأتيك.

تطوير النفس يأتي من خلال تأكيدها، وتأكيد النفس يكون من خلال المثابرة والإنجاز، وأن يكون الإنسان منصفًا مع نفسه ويقيّمها تقييمًا صحيحًا، يعرف إيجابياتها ويعرف سلبياتها، وفي ذات الوقت تكون للإنسان القدرة على قراءة مشاعر الآخرين، والتعامل معها بصورة إيجابية.

لا أرى أنك في هذه المرحلة في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحب أن أوضح لك - يا بنتي- بأن الدورة الشهرية الطبيعية, هي الدورة التي يكون طولها محسوبا من أول يوم نزول الدم في الدورة الأولى إلى أول يوم نزول الدم في الدورة التي تليها, وهي بين 24-34 يوما, وهي الدورة التي تتراوح فيها مدة الحيض بين 2-8 أيام.

إن كانت الدورة عندك بهذه المواصفات, فإنها تعتبر منتظمة وطبيعية, لكن إن كانت تنزل بفواصل أقل من 24, أو أكثر من 34 يوما, فإنها تعتبر غير طبيعية ومضطربة, ويجب البحث عن سبب ذلك الاضطراب.

أما أن مدة الحيض عندك الآن قد أصبحت 4 أيام فقط, بعد أن كانت 7-8 أيام, فهذا أمر غير هام, ولا يدل على وجود مشكلة, لأن مدة الحيض ما تزال ضمن الطبيعي.

للتوضيح ثانية أقول: إذا كان طول دورتك يتراوح بين 24-34 يوما, ومدة الحيض 4 أيام, فاطمئني تماما, فدورتك تعتبر طبيعية ومنتظمة, ولا داعي لتناول أي علاج.

أما إن كان طول دورتك أكثر من 34 يوما أو أقل من 24 يوما, فإنه يجب عمل فحص سريري شامل لك, يتم التركيز فيه على الثدي والغدة الدرقية بالذات, مع عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, مع عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية, لمحاولة معرفة السبب, وأهم التحاليل المطلوبة والتي يجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة الشهرية، وفي الصباح:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3T4-PROLACTIN-DHEAS

العلاج حينها سيكون حسب السبب بإذن الله تعالى.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً