الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صدمة نفسية ليس لها مسبب شرطي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 20 عاما، تخرجت في كلية التربية عام 2012، وليس لدي عمل حاليا. أعاني من صدمة نفسية ليس لها مسبب شرطي، وكثيرا ما تنتابني الأوهام وعدم التركيز لفترات طويلة من اليوم، وكنت أنام فترات طويلة، وأعاني من عدم الرغبة في الأكل.

فقدت الوعي يوما ما فحملني أهلي إلي الدكتور، فقال: إنني أعاني من اضطراب نفسي، ووصف لي هذه الأدوية: (ريسدال، فافرين، اكتينون، برازولام، تيرتيكو) لمدة شهرين، وبعد الشهرين ألغى الدكتور آخر ثلاثة أنواع، وأبقي (ريسدال وفافرين).

شعرت بالتحسن ولكن التوقف عن تناول تلك الأدوية جعلني أشعر بالتعب والإرهاق، والتشنجات وألم في الرقبة، وسألت الدكتور قال: إن هذا لا علاقة له بالتوقف عن تناول الأدوية، ولا زلت على هذه الحالة.

أرجو منكم سبب وتشخيص وعلاج هذه الحالة.

علما أني كنت أتعرض لبعض الضغوطات والمضايقات في الجامعة، وانصراف الزملاء عني لكوني منتقبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الأدوية التي أعطاها لك الطبيب حين قمت بزيارته، لا شك أنها كانت موجّهة نحو الأعراض التي كنت تعانين منها، والتي جعلت الطبيب يصل إلى تشخيص معين، والأدوية في معظمها: الرزبريادال دواء يستعمل لعلاج الاضطرابات الذهانية، والفافرين علاج للوساوس والاكتئاب، والبرازولام هو مهدئ، والتيريتكو هو أيضًا من مضادات الاكتئاب.

الذي يظهر لي أن حالتك كانت حالة مختلطة، بمعنى أنه قد يكون لديك وساوس، قلق، توترات، وقد خاف الطبيب أن تدخلي في حالة ذهانية، لذا أعطاك الرزبريادال كعلاج وقائي، وهذا هو الذي أتصوره من تشخيص، لكن قطعًا الطبيب الذي قام بفحصك هو أجدر وفي موقف أفضل مني بأن يعطيك التشخيص الأكيد.

بالنسبة للأسباب: معظم الحالات النفسية لا نرى لها أسبابا، هنالك كلام عن الأسباب المرسبة والأسباب المهيئة والأسباب الاستمرارية، والأسباب المرسبة هي أن الإنسان حسب بنائه النفسي قد يكون قابلاً لبعض الحالات النفسية، كما أن الوراثة قد تلعب دورًا بسيطًا.

العوامل والأسباب المهيئة هي الظروف الحياتية، الضغوط وخلافه وطريقة التربية، وعوامل وأسباب الاستمرارية هي نوع من الضغوط المستمرة التي يعاني منها الإنسان، مما يؤدي إلى استمرارية أعراضه.

هذا هو النموذج المتفق عليه، لكن كما ذكرت لك في معظم الحالات لا نجد أسبابًا، المهم – أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن يلتزم الإنسان بالعلاج، والتدخل المبكر دائمًا مفيد، يعني حين يتم التشخيص للحالة مبكرًا ويُعطى العلاج اللازم، ويكون هنالك التزام شديد من جانب الشخص المتعالج بأهمية العلاج ومواصلته، هذا دائمًا يؤدي إلى نتائج ممتازة جدًّا.

العلاج الناجح يقوم على الالتزام من جانب الطبيب ومن جانب المريض، التزام الطبيب هو أن يشخص التشخيص الصحيح، وأن يكون متواجدًا لمريضه، وأن يناصحه، وأن يكون أمينًا وصادقًا معه، وأن يعطيه العلاج الصحيح وبالجرعة الصحيحة، وواجب المريض هو الالتزام والرضوخ التام لاتباع الإرشادات التي يقولها الطبيب.

علاج هذه الحالة هو من خلال الأدوية، وكذلك أن تؤهلي نفسك، وتأهيل نفسك يكون من خلال: أن تكون لك أنشطة مختلفة -وحبذا- لو تطوعت في الأعمال الخيرية، وأن تنظري للحياة بإيجابية، وأن تكوني حريصة على أمور دينك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً