الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نخشى على أختي من تجربة زواج جديدة فاشلة.

السؤال

السلام عليكم .

جزاكم الله كل خير على هذه الصفحة المميزة جدا.

لدي أخت أصغر مني بثلاث سنوات، وقد سبق لها الزواج من شخص، والجميع لم يكن يرى فيه الزوج المناسب، إلى أن أثبتت لها الأيام أن رأينا فيه كان صوابا، وانفصلت عنه، علما أن زواجها لم يستمر فترة طويلة، أي نحو عام ونصف، وأختي حاليا بعمر 35 عاما، وبعد أن انفصلت منذ نحو عام، تقدم لخطبتها رجل متزوج ولديه زوجة طيبة، ولديه منها أطفال، وهو يعمل في نفس البلد الذي تقيم فيه أختي، فهي تعمل وتنفق على نفسها وعلى والدينا، فليس لهما معيل غيرنا.

بما أني أختها الأكبر منها، دائما أنصحها بما أراه مناسبا، ومنذ علمت منها بموضوع هذا الشخص سألت عنه في بلدنا عن طريق معارفي، وللأسف لم يشكروه لنا، بالإضافة إلى سؤالنا عنه في بلد إقامتنا أيضا، وذكروا عنه نفس الصفات، وهي أنه يحب صداقة النساء كثيرا، وهو ولد وسط أخوات، ومدلل إلى حد كبير، كما أن وضعه المادي غير جيد.

بالنسبة لأختي فلديها وظيفة كبيرة إلى حد ما، وراتبها جيد جدا، وأنا أخاف عليها من هذا الرجل كثيرا، وأخاف أنه متعلق بها، لأنه يريد أن يعتمد عليها، وأن تنفق عليه، كما أخاف أن يتركها، فهو كما قالوا عنه: كل يوم مع فتاة مختلفة!

أختي عنيدة جدا، ومصرة أن تتزوجه، وقالت: إن عمرها قد قارب الأربعين، وهي تود أن تنجب طفلا قبل فوات الأوان.

أنا في حيرة من أمري، لا أود أن تتكرر تجربة فاشلة بالزواج برجل غير مناسب، وفي نفس الوقت أخاف أن لا يأتيها شخص آخر للزواج، وأكون أنا السبب في ذلك، وهي لن تغفر لي أبدا.

كذلك أخاف على مشاعر زوجته الأولى وأولاده، وأخاف أن تكون أختي السبب في دمار أسرة، فما لا أرضاه أنا لنفسي لا أرضاه لغيري، علما بأن أختي لا تستمع لكلام أي شخص مهما كان، حتى أمي وأبي للأسف.

بماذا تنصحونني؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بكِ وبأختك، ونسأل الله أن يسهل أمرها وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على كل أمر يرضيه.

قد أحسنت في النصح لهذه الأخت، ولكن نحن نريد فعلا أن تسألوا مزيدا من الأسئلة عن هذا الرجل، وعن أوضاعه وعن صلاته، وعن دينه وأخلاقه وتعاملاته مع الناس، ثم تخلصوا لها في النصح والإرشاد والتوجيه، وبعد ذلك عليها أن تتخذ القرار المناسب، فإن أختك أيضا ثيب، والثيب لها مساحة واسعة لأن لها خبرة بالرجال، وهي أعرف بنفسها وبمصلحتها.

دورنا هو الإرشاد والتوجيه والنصح والوقوف إلى جوارها، ولا نريد أن ترفض لمجرد الرفض، ولكن ينبغي أن تتأكدوا من المعلومات المذكورة، وأيضاً لا بد أن نلاحظ أن له أسرة مستقرة فكيف كونها وكيف صبر عليها وكيف أنجب منها أطفالا؟! فنعتقد أن الأمور تحتاج إلى مزيد من البحث ومزيد من التحليل.

نحب أن نؤكد أن المطلوب هو الأساسيات الأخلاق الدين، وفي الدين الأمور الأساسية، فكلنا ذلك الذي فيه نقص وفيه خلل، وكذلك أيضاً ينبغي لأختك أن تكون نظرتها شاملة لهذه الأمور.

حاولوا أن تشجعوها على مزيد من التعارف، ومزيد من السؤال عن أحواله، وأرجو أن يكون لمحارمك دور، فلم يتضح لنا من خلال السؤال رأي الوالدين في هذه المسألة، ورأي الأعمام والأخوال والناس المحيطين بها، وأيضاً عندما نتخذ مثل هذا القرار ينبغي أن ننظر إلى كافة الزوايا وكافة الأبعاد الحفية حتى يكون القرار صحيحا.

أتمنى أن تواصلوا في نصحها وإرشادها، ولا نريد أن تقفوا في طريقها إذا أصرت بعد أن علمت بعض النقائص والخلل الموجود.

نسأل الله أن يقدر لها الخير ونتمنى أن تكون امرأة مؤثرة إذا أكملت المشوار معه، بحيث تؤثر ولا تتأثر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

أما بالنسبة لزوجته فلها رزقها، لا يعني زواج امرأة ثانية أننا نتعمد خراب البيت الأول، فإن الشريعة تبيح للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع شريطة أن يكون عنده قدرة على العدل، وقدرة على القيام بواجباته كزوج.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً