الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطني تمتلئ دائما بالغازات وأتبول كثيرا، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

بطني تمتلئ دائما بالغازات، وأجد صعوبة في الوضوء والصلاة، بحيث ينتقض وضوئي بسرعة بسبب الغازات، وأحيانا تخرج.

كذلك في البول، أشعر بأنني أريد أن أتبول ولا يخرج إلا قليل من البول، وأنا كثير التبول، ولكن لا أدري بالقدر الكافي أم لا؟ وقت الوضوء أعاني كثيرا، بحيث لا يخرج البول بالقدر الكافي، هذا فقط وقت الوضوء، وإذا عطست أو عملت حركة ثقيلة أشعر بأنه خرج مني بول لا إرادي.

أما الغازات في كل وقت، أعاني منها وقت الوضوء والصلاة، وأريد حلا لذلك، ذهبت للطبيب وعملت أشعة، وقال: لا يوجد فيك شيء، ولكنه يقول: أنت مصاب بقولون المثانة! ما هي أعراض قولون المثانة؟ وما هو العلاج لذلك؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الطعام المحفوظ، ووجبات المطاعم تؤدي إلى كثير من الانتفاخات، وتكون الغازات، ومن ذلك بعض البقوليات، مثل الفاصوليا واللوبيا والعدس، وكذلك الثوم والبصل والفجل والوجبات الدسمة، وهذا يحدث بسبب طبيعة القولون الذي تتأثر المستقبلات العصبية فيه بتلك النوعية من الأطعمة، وإلى استعداد الشخص نفسه وحالته النفسية.

من هنا يجب العمل على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، يعني لا شبع ولا جوع، ولكن (بين بين) وتجنب الأصناف السابقة قدر الإمكان، والصلح مع الله سبحانه وتعالى ثم مع النفس، وترك الانفعالات الزائدة، وبالمواظبة على الصلاة والأذكار وتلاوة القرآن، وبر الوالدين وطلب رضاهما .

المشي من الرياضات الجيدة في حياة الناس، خصوصا بعد العشاء، والعادة التي يتبعها كثير من الناس، وهي النوم المباشر بعد العشاء تؤدي إلى كثير من عسر الهضم، والانتفاخ والغازات.

الحركة بعد الطعام أفضل كثيرا من النوم، وهناك علاجات خاصة بالقولون وقت اشتداد المشكلة، ومنها حبوب (سبازموكانيولايز) قرصين قبل الأكل ثلاث مرات يوميا لمدة ثلاثة أيام، ثم قرصين عند اللزوم، وهناك حبوب الغازات مثل أقراص (ديسفلاتيل) قرصين مضغ وبلع بعد الأكل بساعة ثلاث مرات يوميا، ويمكن تناول حبوب المضادات لمستقبلات بيتا beta blockers مثل إندرال 10 مج مرتين يوميا، وتؤخذ لضبط وتهدئة نبضات القلب، ولعلاج القولون في نفس الوقت.

لعلاج الانتفاخ والغازات بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقا يمكن عمل خليط مطحون من الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل، وإكليل الجبل والقرفة والنعناع والزعتر، ووضع بعض من هذا الخليط على السلطات والخضار المطبوخ، ويضاف إلى ذلك زيت الزيتون، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي إن شاء الله إلى التخلص من الغازات، والانتفاخ إن شاء الله.

أما تكرار البول والرغبة المتكررة في التبول فيجب عمل تحليل بول ومزرعة، لأن التهاب المسالك البولية والأملاح من أكثر الأمور التي تؤدي إلى تكرار التبول، وزيادة في الاطمئنان يجب عمل تحليل سكر صائم 12 ساعة، وعرض نتيجة تحليل البول والمزرعة، وتحليل السكر على الطبيب المعالج.

كذلك فإن زيادة عدد مرات التبول عن المعدل الطبيعي يسمى أحيانا عند عدم وجود التهاب في المسالك البولية بزيادة نشاط المثانة البولية، أو قولون المثانة وهو مرتبط بالحالة النفسية، وبحالة احتقان عنق المثانة الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو بسبب الإمساك المزمن.

لذلك لابد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. عطية إبراهيم محمد. استشاري طب عام وجراحة أطفال وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++++

مرحبًا بك أيهَا الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية، وأن يصرف عنك كل مكروه.

نحن نؤكد عليك - أيهَا الحبيب – الاعتناء والاهتمام بوصايا الطبيب والسعي في التداوي، فإن التداوي من قدر الله تعالى الذي يصرف به المكروه، ولذلك قال لنا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (تداووا عباد الله).

الذي فهمناه من سؤالك – أيهَا الحبيب – أن خروج الريح منك مستمر، لا ينقطع، وإذا كان الأمر كذلك – أي أن خروج الريح لا ينقطع منذ أن يدخل وقت الصلاة إلى أن يخرج الوقت – لا ينقطع بالكلية، أو ينقطع زمنًا يسيرًا لا يكفيك أن تتوضأ وتصليَ بطهارة صحيحة، إذا كان الأمر هكذا فأنت من أهل الأعذار الذين يُعبَّر عنهم في الفقه بقول الفقهاء (أصحاب السلس) وهؤلاء لهم حكمهم الخاص، فالواحد منهم مكلف بأن يتوضأ بعد دخول الوقت، فيصلي بوضوئه ما شاء من الصلوات، فرائض ونوافل، فإذا خرج وقت هذه الصلاة انتقضت طهارته، فإذا احتاج أن يصلي الصلاة الأخرى فإنه يُعيد التطهر ثانية.

هذا إذا كان الدوام على ما وصفنا لك، أما إذا كان خروج الريح ينقطع قبل أن يخرج وقت الصلاة فالواجب عليك أن تنتظر ذلك الزمان الذي يحصل فيه الانقطاع فتتوضأ فيه وتصلي بطهارة صحيحة ولو أدى ذلك إلى فوات الجماعة، فأنت معذور في تركها.

إذا اجتمع عليك الحدثان – خروج الريح وخروج البول – وكان البول ينقطع، فإنه ينبغي أن تنتظر انقطاع البول حتى تتطهر منه ومن إصابة النجاسة لبدنك، ثم تتوضأ، ولو مع خروج الريح على الكيفية التي شرحناها لك.

بهذا تعلم أيهَا الحبيب أن الأمر سهل - إن شاء الله تعالى – وأن دين الله تعالى يُسْرٌ لا مشقة فيها ولا حرج، كما قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقال: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم} وقال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمور، وأن يُذهب عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً