الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ألم في صدري منذ أربعة أشهر مع قلة الشهية!

السؤال

السلام عليكم

أولا: أحب أشكركم على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا، ورزقكم من حيث لا تحتسبون.

أنا بعمر 23 عاما، عندي زيادة في الوزن ولا توجد لدي أمراض مزمنة، ولدي ألم منذ 4 أشهر غير مستمر، يذهب لأسابيع ويعود لأخرى، ويقل مع الوقت، بمعنى أنه كان أسوأ، وهو متنقل في الجزء الأيسر من الصدر والأضلاع من الخلف، وتحت آخر ضلع من الأمام واليد اليسرى.
يكون الألم أحيانا مثل الضغط وأحيانا مثل الشد، ويتأثر أولا بالبرودة، بمعنى مجرد ما أتعرض لتيار هواء يبدأ، ويتحسن بمجرد أن أتدفأ أو أضع كمادات ساخنة، ويتأثر بوضعيات معينة، وبالحالة النفسية أيضا.

أحيانا أشعر برغبة بالتجشؤ، ولكن نادرا ما يحدث، ويترافق هذا الإحساس مع ألم الصدر ولدي غازات.

معدتي مضطربة نوعا ما وسريعة التأثر، أصبت بالتهاب بالمعدة، وأصبحت لا أتحمل الفلفل أو الشوكولاتة، وشهيتي للأكل أقل بكثير من السابق، وأحس كأنني لا أجوع إلا كل 12 ساعة مثلا، أحس أني أحتاج أكلا.

أنا إنسانة قلقة جدا في الفترة الأخيرة -آخر سنة-، وعانيت من صدمة نفسية، لكني تحسنت وقطعت مشوارا طويلا، وأحتاج أحيانا مساعدة أدوية عشبية مثل عشبه القديسين.

أحيانا أحس بارتفاع درجة الحرارة ترافق مع الألم.

أحس أني أفضل بمجرد ما تجاهل الألم، وعندما أطمئن نفسي، لكني أحيانا لا أستطيع تجاهله، وعندما يختفي الألم أكون طبيعية تماما ومنطلقة.

ذهبتُ لدكتور طوارئ قبل بضعة أيام لأني تعبت، فكشف علي بالسماعة وقال: إن قلبي طبيعي، ولا أعلم كيف عرف هذا من السماعة فقط! وأعطاني إبرة مسكنات ريلاكسيون، ومرهم جل، وتحسنت كثيراً لكني مُحبطة، المفروض يكون هذا الألم ذهب تماما، الآن أحس أنه طال كثيرا.

أعلم أن شكواي طويلة جدا، لكن طمئني جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هذه من الواضح أنها نفسوجسدية، يعني أن القلق والتوترات والخوف المرضي هو الذي أدى إليها، والذي أراه هو أن تذهبي وتقابلي طبيباً عمومياً – أو طبيب الأمراض الباطنية –؛ لأنه لا حاجة لطبيب القلب، وقومي بالفحوصات الضرورية المهمة، وعلى رأسها فيتامين (د) حيث أن نقصه قد يؤدي إلى بعض الآلام الجسدية.

بعد أن تتضح الصورة وأنك في وضع صحي سليم، يجب أن تقتنعي بذلك ولا تترددي على الأطباء، وأعتقد أن محسنات المزاج ستساعدك كثيرًا. هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (سيمبالتا) ويعرف علميًا باسم (ديولكستين) ربما يكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه يساعد كثيرًا في علاج الآلام النفسوجسدية بصورة واضحة جدًّا.

ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضًا مهمة، وصرف الانتباه من خلال أن تشغلي نفسك بما هو أفيد، أراه أمرًا جيدًا وضروريًا.

أنت ذكرت أنك تتناولين عشبة القديس، وعشبة القديس هي أحد مضادات الاكتئاب الضعيفة، وإن كانت بالفعل قد أفادتك حتى ولو مؤقتًا، هذا يجعلنا نشجعك على تناول أحد مضادات الأكثر قوة والفعالية مثل الـ(ديولكستين) كما ذكرتُ لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
+++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور محمد حمودة، استشاري أول- باطنية وروماتيزم.
+++++++++++

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لقد شرحت تماماً مواصفات الآلام التي تعانين منها، وهي ليست مواصفات الآلام التي تكون من تضيق شرايين القلب، والتي يخاف منها الشباب في مثل سنك عندما تحدث لهم آلام في الصدر، والتي لا تحصل في مثل سنك، وإنما عند من يعاني ولسنوات طويلة من السكري والدهون، وارتفاع الضغط والتدخين والسمنة، وكل هذه عوامل تتراكم وتسبب تضيق شرايين القلب وعلى مدى سنوات طويلة، ولذا لا يحدث في مثل سنك، إلا أن الكثير من الأسئلة تردنا من شباب متخوفين من أمراض القلب، وعندما يطمئنهم الطبيب يشكون في تشخيص الطبيب وقد يذهب المريض من طبيب لآخر، وهكذا يزداد حيرة وقلقاً وتوتراً، وهذا يزيد الأعراض، فأعراضك هي من عضلات الصدر التي يزداد ألمها مع التعرض للبرودة، ومع القلق والتوتر، فهذان يُسببان شداً عضلياً، وأكثر العضلات في الجسم تأثرا بالقلق والتوتر هي عضلات الصدر، وعضلات الرقبة، ولذا كثيراً ما يشكون من ضيق في الصدر وآلام الرقبة أو الصداع.

كلما خف التفكير في هذا الأمر وتحسنت النفسية خفت الآلام، وأنا أرى أنه لا حاجة لزيارة طبيب قلب، -والحمد لله- أن الآلام قد خفت عن قبل، وأنه بقي القليل منها، والطبيب يمكنه بسماع قصة المريض وفحصه، والاستماع إلى قلب المريض الاطمئنان إلى حدٍ كبير أن الآلام التي يشكو منها المريض ليست من القلب.

حاولي أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وحاولي أن تمشي يوميا، ولو لمدة نصف ساعة فهذا يساعد –بإذن الله-.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً