الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التدخل الجراحي يعالج مشكلة سلس الريح؟

السؤال

السلام عليكم ..

بارك الله بكل القائمين على هذا الموقع.

أعاني من مشكلة سلس الريح منذ سنوات عديدة، وقيل لي أن المشكلة تكمن في المعصرة الداخلية.

سؤالي: هل هناك تدخل جراحي يحل هذا المشكلة لأني جربت كل أنواع الحميات وكل أنواع الأدوية ولكن بلا جدوى؟

أرجوكم أفيدوني لأني أريد أن أتزوج ولا أستطيع بسبب هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكثيرا ما تستخدم كلمة سلس الريح على كثرة الغازات وعدم إمكانية ضبطها، وبالتالي تخرج بسبب كثرتها، وليس بسبب عدم التحكم بها وخروجها دون الشعور بها ودون التحكم بها، وهذا يسمى سلس الريح، وهو يعني أن هناك مشكلة في المعصرة الشرجية، وهي عادة ما تنجم عن إصابة للمعصرة، وخاصة عند النساء أثناء الولادة أو لوجود أمراض عصبية، مثل التصلب اللويحي والسكري أو التهاب القولون، وعادة ما يكون مترافقا معه عدم القدرة على التحكم في البراز أيضا أو أن يكون هناك ناسور، أي فتحة غير طبيعية بين الشرج من الداخل والجلد حول الشرج.

في مثل هذه الحالة، وفي حالة أن تكون المعصرة متضررة، فإن المريض يشكو أيضاً من خروج البراز دون شعور، ولا أعتقد أن هذا هو الوضع عندك؛ لأنك لم تشك من خروج براز دون شعور أو دون قدرتك على التحكم به.

ما تعاني منه هو أن الغازات تتجمع بكثرة في منطقة الشرج، وأحياناً تكون بكمية كبيرة، بحيث أنها تضغط على المعصرة الداخلية للشرج، وتسبب انفتاحها، ومن ثم تضغط على المعصرة الخارجية للشرج، وتنفلت وتخرج، والمعصرة الخارجية هي تحت تحكم الإنسان أما الداخلية فهي تفتح نتيجة وجود البراز أو الغازات، أما الخارجية فهي التي نستطيع التحكم بها، ونستطيع أن نضبط متى يكون التبرز وخروج الغازات، إلا أنه أحيانا يكون هناك غازات كثيرة، وخاصة إن كان هناك إمساك أيضا، فيشعر بالحاجة الشديدة لخروج الغازات، ولا يستطيع التحكم في توقيت خروجها، وهي تخرج بسبب كثرتها وليس بسبب أن المعصرة الخارجية ليس له عليها أي تحكم.

لذا فإن التركيز يجب أن يكون على التالي:
- التقليل من وجود الغازات في البطن، وهذا يكون بالتقليل من شرب مشروبات الغازات والتدخين إن كنت مدخناً، وتناول الطعام ببطء، ويجب أن يتم مضغ الطعام بشكل جيد، وأن يكون الفم مغلقاً أثناء المضغ لمنع دخول الهواء بكثرة أثناء تناول الطعام.

- كذلك يجب أن تتجنب بعض الأطعمة، والتي يمكن أن تولد الغازات في البطن، ومنها البقوليات والفجل واللفت، والملفوف والقرنبيط.

- تناول الأدوية التي تخفف من الغازات في البطن، ومنها: dysflatyl ثلاث مرات في اليوم، دواء Activated Charcol ثلاث مرات.

وعليك أيضا بعمل تمارين تساعدك على تقوية عضلات الحوض، وعضلات العجان، وهي المنطقة حول الشرج، وهذا يقوي المعصرة الشرجية، اجلس أو قف وركبتاك متباعدتان قليلاً، وركز جهدك على فتحة الشرج، لا تتوقف عن التنفس ولا تضغط على مؤخرتك، وأبق بقية جسدك مسترخياً، وقم بالتمارين التالية:
شد عضلة الشرج بأكبر قدر ممكن، كأن تحاول إيقاف خروج الريح، وحافظ على هذه الوضعية لمدة ٥-١٠ ثوان، ثم استرخي لمدة ٥-١٠ ثوانٍ، ثم أعد أداء التمرين ١٠ مرات.

التمرين الثاني: شد عضلة الشرج بمقدار ثلاثة أرباع القوة المذكورة في التمرين السابق، ثم حافظ على هذه الوضعية لأطول فترة ممكنة ٤٥ ثانية، ثم استرخي لمدة ٥-١٠ ثوان، وأعد أداء التمرين ١٠ مرات.

التمرين الثالث: شد وارخ عضلة الشرج بأسرع قدر ممكن، وأعد التمرين ١٠ مرات، واسترخي لمدة ٥-١٠ ثوان، وأعد أداء التمرين ١٠ مرات، ويجب ممارسة هذه التمارين10 مرات يومياً، وباستمرار حتى يتحسن الوضع.

أما إن كان الريح يخرج دون الإحساس بأنها كثيرة أو أنك لا تحس بوجودها في منطقة الشرج، وأنها تخرج دون التحكم بها مطلقا، فهذه يجب أن تراجع فيها جراحا مختصا في الجراحة العامة؛ لأن هناك اختبارات خاصة يقوم بها الطبيب لاختبار قوة العضلة الشرجية، ويتأكد من عدم التحكم أو التحكم بها، ويقرر طبيعة التدخل إن كان هناك حاجة للجراحة أو لا.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً