الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع المداومة على التفوق في الدراسة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب مصري في الصف الثالث الثانوي، بقي أقل من أربعة أشهر على امتحانات نهاية العام، وأنا جيد في الامتحانات، ولكن ليس ما يؤهلني إلى التفوق، فأنا لا أذاكر إلا قليلا جدا، ليس عندي يوم دراسي أذهب إليه.

عندي مشكلة العادة السرية التي قاربت على تدمير حياتي الدراسية والدينية والاجتماعية.

لا أستطيع أن أنظم وقت المذاكرة، ولا أستطيع أن أنتبه في حل الامتحان، فبعض الأسئلة التي أكون متأكدا من إجاباتها، ولكن في بعضها لا أعرف كيف أجبت عنها بهذه الطريقة!

أستيقظ من الفجر وأصلي، ولكن لا أواظب على بقية الصلوات في المسجد!

لا أعرف متى يمكنني أن أمارس الرياضة، مع أن لدي المشاية الكهربائية، والتمارين التي يمكن أن أؤديها، فلا يمكن أن يكون شاب في مثل سني وجسمه بهذه الحالة، كيف أذاكر وأقرأ القرآن، وأمارس الرياضة (كل ذلك) بعد الفجر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

إن ما تشتكي منه يصاب به الكثير من الطلاب في كيفية تنظيم الوقت والتركيز، فدوما تنتاب الطالب الكثير من الأسئلة في كيفية توزيع الواجبات على الأوقات المتاحة، وكيف ننظم الوقت، لكن لفت نظري في سؤالك أنك في العادة لا تذاكر إلا القليل! والمنطق يقول: أنك إن لم تذاكر إلا القليل ولم تأت بالنتائج التي تريد، فأظنك عرفت ما هو الأمر الناقص.

الدراسة القليلة قد لا تأتي إلا بالعلامات القليلة، وليس في هذا وصفة سحرية أخرى.

سؤالك عاد بي سنوات طويلة للوراء وإلى مقاعد الجامعة، حيث تنتاب الطالب مثل هذه الأسئلة التي وردت في سؤالك.

هل أدرس بالقدر الكافي؟ كيف أنظم وقتي للدراسة؟ هل أنا أضيّع وقتي في بعض الواجبات الأسرية، أو محاول الترفيه عن نفسي؟ ما هو توزيع الأوقات الأكثر مناسبة لتحسين الدراسة؟ أسئلة كثيرة غيرها، تصبّ في نفس الموضوع، ولابد أولا من أن تقوم برعاية نفسك، والتي ستقوم بكل هذا العمل، وهذا الأداء.

لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع إنسانا قد لا يناسب شخصا آخر، فعليك أن تكتشف النظام الأكثر تلاؤما معك، مستفيدا من تجاربك السابقة طالما أنت محب للدراسة، وتذكر أن بعض الناس يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل الآخرون للنشاط في المساء، فانظر أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاول عندها أن تستفيد من هذه الأوقات.

من الناس من يميل للدراسة في جوّ خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من لا يمانع بالدراسة أمام الناس في المكتبة العامة أو مكتبة المدرسة، فانظر أي الأجواء والأماكن أكثر مناسبة لك، فاستغل هذه الظروف، وجميل أنك تطمح إلى التقدم والتفوّق، فهذا من العوامل الرئيسية التي ستساعدك على الوصول لهذا الإنتاج وهذا التفوق.

حاول من اليوم، أن تخصص بعض الوقت، ولو لساعة واحدة، لدراسة مادة ما من المواد المطلوبة منك، وحاول أن لا تضيّع الكثير من الوقت في التفكير في أي مادة تدرس، فمن الحيل النفسية أن الطالب يقضي الوقت الطويل وهو يحاول أن يفكر في أي مادة عليه أن يبدأ بالدراسة، فيبدأ بمادة، ثم يقول في نفسه بأنه ربما هناك مادة أهمّ، فيترك الأولى وينتقل للمادة الثانية، وهكذا حتى يجد نفسه أمام مادة ثالثة ورابعة.

أدرس أي مادة تجد كتابها أمامك، ولا تقلق على المواد الأخرى، وهكذا سيعينك هذا على التركيز والإنجاز المطلوب، وبالنسبة للرياضة فهي لاشك هامة وخاصة للشباب، واختر الوقت المتاح لك، والتي ترتاح إليه، ولعل في هذا الجواب ما يفيد.

وفقك الله، ويسّر لك، وجعلك ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين، وأعانك على دراستك، ونفع الله بك من عباده من هو في حاجة لهذه المساعدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر hakimalala

    اتمنى لك اخي التوفيق .........واشكركم على الجواب الدي لاحظت انه تناول احد الشاكل التي اعاني منها وهي الاحتيار في اختيار المادة التى سادرسها مايجعل وقتي يضييييييييييع

  • الجزائر سيسي

    نصائح قيمة بارك الله فيك وجزاك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً