الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعود هبوط المشيمة لي بعد شفائي؟ وكم نسبة الخطأ في معرفة جنس الجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.

أنا حامل -بفضل لله- بالأسبوع 20، وهذا حملي الثالث، وأعيش ببلد أوروبي، وهنا يوجد ممرضة خاصة بي للمتابعة بالمركز الطبي، فقط للاستفسارات والتحاليل ولا يجرون التراساوند إلا مرة خلال الحمل، وذلك يكون بالتحويل إلى مشفى والتصوير هنالك بين الأسبوعين 18-20 فقط، عندما كنت بالأسبوع 18 ذهبت وأجريت التصوير، وأخبرتني مسؤولة التصوير أن قياسات حجم الجنين طبيعية -بفضل الله- وأن جنسه ذكر، وأخبرتني أنه لا تصوير آخر حتى الولادة.

وأنا عانيت ببداية حملي بالأسابيع 11/12/13 من نزيف قوي، وأخبروني أنه هبوط بالمشيمة بالتصوير الداخلي، ورفضوا إعطائي أي مثبت فهو ممنوع في البلد هذه، ولا يعطى إلا بعد الأسبوع 23، عندما ذهبت للتصوير من فرحتي نسيت أن أسأل أخصائية السونار عن وضع المشيمة، وهي لم تتحدث، أنا خائفة جدا الآن من أن تعود لي حالة الهبوط وأخسر طفلي، عندي رعب دائم كل يوم من رؤية نزيف كالذي حدث معي، هل تنصحونني أن أذهب لعيادة خاصة على حسابي لأطمئن؟ وما ضرورة التصوير بهذه المراحل؟ وبأي أسبوع تحبذ من الآن فصاعدا؟ وهل توقف رؤيتي للدم معناه أن المشيمة ارتفعت؟ وهل هناك خطر من نزولها مجددا؟

وسؤالي الأخير -دكتورة رغدة الغالية-: عندما أخبرتني الأخصائية عن جنس الجنين بالأسبوع 18 أرتني العضو، وقالت عندما طلبت منها نسبة التأكيد أنه عادة تحدث أخطاء، ولكن الآن هو واضح جدا، الجنين كان مستلقيا على ظهره، وهناك فعلا نتوء للأعلى واضح جدا خارج أسفل البطن عند منطقة انطواء الفخذ، وأنا رأيته، وحمدت الله كثيرا، ولكن الشيطان يستمر بوسوسته، أخاف أن تكون قد خلطت بينه وبين الحبل السري، هل هذا ممكن مع تقدم العلم وجهاز متطور وأخصائية؟ وهل رؤية العضو تكفي للتشخيص؟ أم كان يفضل أن أرى الخصيتين؟ وشعرت عندما رأيته وكأنه منتصب حتى كان واضحا بهذا الشكل، ما رأيك؟ وتنتابني كوابيس عن سلامة الحمل والوضع، هل علي بالرقية؟ أم هي مجرد هواجس؟ أخاف جدا ومتوترة عندما أستيقظ.

جزيت خيرا، وأثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسال الله عز وجل، أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وأتفهم خوفك وقلقك –يا عزيزتي-، ولك العذر في ذلك، لكنني أحب أن أوضح لك بأن المشيمة لا تأخذ وضعها النهائي في الرحم إلا بعد بلوغ الحمل عمر 20 أسبوعا، فليس معنى أن المشيمة عندك كانت نازلة في بداية الحمل، بأنها ستبقى كذلك طوال الحمل، بل إن حوالي 95% من الحالات التي تكون فيها المشيمة نازلة في أول الحمل وقبل عمر 20 أسبوعا، تعود المشيمة لترتفع وتصبح بوضع طبيعي تماما، ولذلك فإن نزول المشيمة هو تشخيص لا يجب وضعه بشكل نهائي إلا بعد بلوغ الحمل 20 أسبوعا على الاقل.

وبما أن الأخصائية التي قامت بعمل التصوير التلفزيوني لك لم تقم بإخبارك بوجود نزول في المشيمة، فمعنى ذلك بأن المشيمة عندك الآن قد أصبحت بوضع مرتفع وطبيعي -بإذن الله تعالى-، ولو كانت الأخصائية لاحظت أي شيء غير طبيعي في المشيمة، لكانت قد أخبرتك بذلك بكل تأكيد، ولطلبت أن يتم تكرار التصوير بعد أسبوعين على الأقل لمتابعة الحالة، ولكانت قد عملت على تحويلك إلى الأخصائية النسائية مباشرة للاطلاع على الحالة، ومعرفة ما يجب عمله.

إذن أستطيع أن أقول لك: اطمئني بشأن المشيمة الآن، فمن خلال ما ورد في رسالتك يبدو بأنها في وضع طبيعي جدا، وإن شعرت بأي ألم أو إن كنت لا تستطيعين إبعاد القلق عن نفسك، فيمكنك عمل تصوير جديد في عيادة خاصة يتم فيه التركيز على وضع المشيمة بالذات، فلعل هذا سيريحك نفسيا، وسيجعلك أكثر استرخاء وطمأنينة -إن شاء الله-.

بالنسبة لجنس المولود، فبما أن الأخصائية قد ذكرت لك جنسه، وأطلعتك على صورة الأعضاء التناسلية، فإن هذا يعني بأنها كانت متأكدة بأن المولود ذكر، وأنها قد شاهدت العضو الذكري والخصيتين معا وبكل وضوح، لكن ربما الصورة التي اطلعت أنت عليها لم تظهر فيها الخصيتان، على كل حال إن احتمالات الخطأ في مثل هذه الحالة هي قليلة جدا، وهي لا تتجاوز 1% فقط، خاصة بوجود أجهزة التصوير الحديثة، والقاعدة في الطب هي أنه لا يوجد شيء مضمون 100%.

ومن الطبيعي –يا عزيزتي- أن تشعري ببعض الشكوك والمخاوف، لكن يجب ألا تحوليها إلى وساوس، فالوساوس في مثل هذه الأمور هي من مداخل الشيطان إلى نفسك، يريد بها أن يذهب عنك الفرحة، وأن يزعزع إيمانك برب العالمين -لا قدر الله- الذي استجاب لرغبتك في الحمل بمولود ذكر، ورزقك إياه كما كنت تتمنين، فأبعدي عنك هذه الوساوس بالإكثار من الشكر ودعاء الله عز وجل بأن يتم لك الحمل والولادة على خير، والرقية الشرعية نافعة على كل حال، حتى في جانب هدوء النفس وطمأنينة القلب (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً