الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتحول الوسواس القهري إلى مرض الفصام؟

السؤال

السلام عليكم

أتعالج من الوسواس القهري منذ سنتين, تناولت زيروكسات, ودجماتيل لمدة, ثم زيروكسات وسيمبالتا وابيكسيدون مدة أخرى، والآن فقد وصف لي الدكتور زيروكسات وتجريتول وريسكير, وأنا خائف جدا من هذه الأدوية, ومن أعراضها الجانبية, فما فائدة الريسكير أو الريزبريدون؟

كنت في مدة مرضي أبلع ريقي, وأركز على فمي طوال اليوم, أما الآن فأصبحت أركز على فمي أحيانا, وأعتقد أنها هلاوس حسية, وأشعر أنه يضايقني, وطوال مدة علاجي لم أتقدم لأي امتحان في كلية الطب, وأشعر أن المذاكرة ثقيلة على نفسي, وأشعر أن ذاكرتي في الحفظ قلت, وخيالي الذهني انعدم, فما سبب هذا؟

علما بأني شربت الحشيش والبانجو مدة علاجي, وأنا الآن تركتها, وأريد أن أعرف من ماذا أعاني الآن؟ علما بأن أول معاناتي كانت خوف من الموت, وشعور بقلق مستمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تُدرك وتعرف –أيها الفاضل الكريم– أن التقدم في مجال الطب النفسي الآن أصبح كبيرًا جدًّا، وبما أنك طالب في كلية الطب في سنينك الأخيرة فقطعًا تكون قد درست شيئًا عن بعض الأمراض النفسية، والوضع الآن مبشر، مبشر جدًّا، مبشر لك ولغيرك، وذلك من خلال المكتشفات الجديدة، وأنت بما أنك طالب في الطب فلك فرصة ممتازة جدًّا أن تتواصل مع أحد أساتذتك المختصين في الطب النفسي.

من ناحيتي أقول لك: إن الوساوس قد تتحول إلى مرض الفصام في حالات نادرة جدًّا، قد يكون حوالي خمسة بالمائة من مرضى الوساوس هم الذين يصابون ببعض الأعراض الفصامية، وهذه حالات تسمى بـ (الفصام الوسواسي) أو (الوسواس الفصامي).

العلاج يتمركز حول أسس معروفة: العلاج الدوائي، العلاج النفسي، العلاج الاجتماعي، الأدوية لا شك أنها مفيدة، ودورها كبير جدًّا، الالتزام بها هو سر نجاح العلاج، ويجب ألا تتضايق منها، على العكس تمامًا يجب أن تكون فرحًا حيالها، والدواء يفتت الوساوس ولا شك في ذلك، كما أنه يحسن المزاج.

والتركيبة التي اختارها لك طبيبك هي تركيبة ممتازة، فالزيروكسات دواء متميز جدًّا في علاج الوساوس وتحسين المزاج، والتجراتول ربما يكون أعطاه لك الطبيب كمثبت للمزاج، أما الرزبريادون فهناك دراسات تشير بصورة واضحة, أن نحو أربعين بالمائة من مرضى الوسواس القهري يستفيدون كثيرًا من جرعة صغيرة من الرزبريادون.

والأدوية سليمة، لا تتخوف من الأعراض الجانبية، كل دواء له أعراض جانبية، حتى البنادول والأسبرين، لكن المهم هو الأعراض السُّميَّة أو الضارة، وهذه الأعراض ليست بأعراض سُمِّيَّة أو ضارة.

تركيزك على فمك لا أرى أنه عرض هوسي أو ذهاني، إنما هو جزء من البحث والاستبصار الوسواسي، فهو جزء من الوساوس.

ضعف التركيز وتشتت الأفكار مصاحب قطعًا للقلق الشديد والاكتئاب المصاحب للوساوس، وبما أنك قد تعاطيت مادة الحشيش فيما سبق هذا أيضًا قد يكون أضر بخلايا الدماغ مما يجعل التركيز يتشتت، لكن بما أنك قد توقفت وأقلعت وابتعدت عن تناول هذا المؤثر العقلي الخطير؛ فإن شاء الله تعالى خلايا الدماغ ترجع لوضعها الطبيعي, ويحدث نوع من الترميم التلقائي.

إذًا أنت الآن مطالب بالآتي:
أولاً: أن تكون متفائلاً جدًّا، أن تكون لك خططًا مستقبلية واضحة، تكمل دراستك، تتخصص، تكون طبيبًا ناجحًا -بإذن الله تعالى-.

ثانيًا: الالتزام القاطع بالدواء، وهذا يتطلب قطعًا مراجعة طبيبك.

ثالثًا: أن تنظم وقتك بصورة ممتازة، لأن تنظيم الوقت من أفضل العلاجات السلوكية، الوساوس تجعل الإنسان يضيع الوقت هنا وهناك، لكن حين تكون حازمًا مع نفسك وحذرا، وأن تنظم وقتك بصورة متوازنة وجيدة، هذا يُتيح لك فرصة إدارة حياتك بصورة جيدة، وقطعًا يجب أن تتجاهل الفكر السلبي وتحقره, وتكون إيجابيًا في كل مجال حياتك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً