الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأسباب التي تؤدي لتأخير الحمل بعد الإجهاض؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة منذ ثمان سنوات، وبعمر 34 سنة، كنا متفقين أنا وزوجي أن لا ننجب أطفالاً أول خمس سنوات من الزواج، بسبب ظروف معينة، وبعد ست سنوات تقريبا وفي سنة 2011م، بدأنا بمحاولة الحمل، وحصل الحمل فعلا بعد أربعة شهور من المحاولة، ولكن لم يظهر نبض الجنين حتى الأسبوع العاشر، فنصحتني الطبيبة بعمل عملية تنظيف، وكانت بتاريخ 10\1\2012م، وبعد هذا التاريخ بسبعة وعشرين يوما بالضبط شعرت بألم شديد في منطقة المبايض.

ذهبت للمستشفى، فأخبرتني الطبيبة بوجود كيس واحد على كل مبيض، وأعطتني دواء اسمه بروجيلتون، وهو عبارة عن هرمونات تنظم الدورة، وبعد تناول أول حبة بساعتين نزلت الدورة، ونصحتني الطبيبة بالاستمرار بتناول الحبوب، وعند انتهاء آخر حبة لم تنزل الدورة ثانية، واتضح أنني حامل، وأنجبت ابني بعملية قيصرية، بسبب عدم حدوث توسع، وكنت أتناول المثبتات دوفاستون أول أربعة شهور من الحمل.

بعد سبعة شهور من الولادة، بدأت محاولة الحمل بطفل ثان، وحصل الحمل في أول شهر من المحاولة مباشرة، ولكنني أجهضت في الأسبوع السابع، ولم أعرف سبب الإجهاض، وكان بتاريخ 3\8\2013 ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحاول الحمل ثانية، ولكن لم يحدث ،وبدأت الدورة تصبح غير منتظمة، وهذه تواريخها منذ حصول الإجهاض 24\8\2013 – 24\9\2013 – 23\10\2013 – 28\11\2013 – 1\1\2014 – 29\1\2014م، علما أن دورتي قبل الإجهاض كانت تتراوح بين 25 و27 يوما.

قد قمت بإجراء كافة التحاليل المطلوبة للهرمونات في اليوم الثامن من آخر دورة شهرية، والسونار وكانت طبيعية -والحمد لله-، ونحن الآن بانتظار نتيجة تحاليل زوجي، وقد نصحتني الطبيبة باستعمال المنشطات لشهرين أو ثلاثة شهور، وأنا خائفة منها لأننني أسمع أنها تسبب التكيس.

علما أنني أصبت بسكري الحمل، ولم أكن بحاجة للأنسولين، فقط نظاما غذائيا، وبعد الولادة عاد السكر طبيعيا -الحمد لله-، وعلما أنني لم أستخدم أي مانع حمل منذ زواجي سوى القذف الخارجي.

أتمنى أن تنصحوني، هل تفيد معي المنشطات؟ وما سبب عدم حدوث حمل بعد الإجهاض إذا كانت كل التحاليل سليمة؟

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الرائع الذي يقدم لنا المشورة الطبية أينما كنا في جميع أنحاء العالم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أتفهم خوفك وقلقك -يا عزيزتي- بشأن الحمل, لكنني أحب أن أطمئنك بأن الأمور تبدو عندك جيدة -والحمد لله-، لأن الحمل قد حدث ثلاث مرات، في خلال ثلاث سنوات, وهذا يعني بأن الخصوبة عندك وعند زوجك جيدة -بإذن الله تعالى-.

إن الإجهاض الأخير قد حدث في شهر 8، أي أنه لم تمض بعد إلا ستة أشهر على ذلك الإجهاض, وهذه الفترة لا تعتبر كافية للقول بوجود تأخر في الحمل, لأن فرصة حدوث الحمل في كل شهر، وعند أي زوجين طبيعين، هي بحدود 15-20% فقط، مهما فعلا، لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية، أي أنها تزداد شهرا بعد شهر, لتصبح بحدود 85 % بعد مرور سنة، وهي نسبة عالية كما ترين، لذلك فإننا ننصح بالاستفادة من هذه النسبة العالية, لأن الحمل بشكل طبيعي, يبقى هو المفضل دائما للأم وللجنين.

بالنسبة لتحاليل الهرمونات, فإن عملها يجب أن يتم في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية، وليس في اليوم الثامن، فهذا خطأ كبير، لذلك يجب عليك إعادتها، حتى يتم اعتماد القراءات فيها بشكل صحيح، وهذه التحاليل هي :

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4- DHEAS

بالنسبة للدورة الشهرية عندك, فإنها ما تزال ضمن الحدود الطبيعية المقبولة, لكنها أصبحت أطول من قبل ببضعة أيام وطولها يتراوح بين 29-35 يوما, فإن كانت نتائج التحاليل السابقة طبيعية, ولم يظهر فيها أي خلل, وكان تحليل زوجك طبيعيا, فالأفضل عدم تناول أي علاج في هذه المرحلة, بل يجب تركيز الجماع على الفترة المخصبة من الدورة, والتي ستكون بين يومي 12 و24 من كل دورة -وهذا الحساب بناء على التواريخ المرسلة للدورة-، بحيث يحدث الجماع بتواتر كل 36-48 ساعة، فهذا سيعطي أعلى نسبة لحدوث الحمل -بإذن الله تعالى-.

إن مرت سنة على الإجهاض, ولم يحدث حمل، رغم كون التحاليل سليمة، فهنا أنصحك بعمل صورة ظليلة للرحم والأنابيب HSG كنوع من الاحتياط، ويمكن بعدها البدء بتنشيط المبيض، مع متابعة جيدة مع الطبيبة.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً