الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذاكرتي ضعيفة ولا تسعفني في دراستي واختباراتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة عمري 32 عاما، متزوجة، ولي ابنان، عاودت الدراسة قبل عامين، وكنت أداوم فيهما، أما هذه السنة فلم يسمح لي زوجي بالذهاب، فقررت أن أكمل الدراسة في المنزل، أي أذهب إلى الامتحان فقط.

مشكلتي أنني هذا العام أشعر بكسل كبير ونعاس دائم وسرحان وعدم تركيز نهائيا، كما أن الذاكرة ضعيفة جدا، بحيث أنني قد أستغرق لدراسة صفحة واحدة عدة ساعات لأني بطيئة.

كان عندي امتحانات قبل شهر، ولم أستطع لأن ذاكرتي خانتني في تذكر ما درست، وليس لدي وقت خلال اليوم إلا ساعات الصباح الأولى تقريبا 3 ساعات كل يوم ما عدا الخميس والجمعة، لأني أكون بهما مشغولة جدا، غير أن زوجي يقول لي لا أريدك أن تفتحي كتابا أمامي وتدرسين.

فعلاً أحتاج أن أنجح وأن أدرس، فشهادتي ستخلصني من مشاكل كثيرة -بإذن الله-، ولكن ذاكرتي الضعيفة وكسلي الدائم يمنعانني.

ذهبت لدكتورة قبل امتحاناتي، وأعطتني حبوب فلوكستين وفيتامين بي ون، ولم أجد أي تحسن، لقد جربت كل شيء حتى رياضة التركيز ولكن بلا فائدة، وعند ممارستي الرياضة أشعر بعدها بصداع واصفرار في لون وجهي.

عملت تحليل دم، وظهر لدي بأن الفوليك أسيد ناقص والحديد زائد في الدم.

أتمنى أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم منصور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة أنا أختلف مع الزوج الفاضل في عدم تشجيعك على مواصلة الدراسة، فكل كلمة معرفية جديدة تمثل إضافة إلى الأسرة، وكل حرف يضاف وكل شهادة يتم الحصول عليها هي في الواقع تصب في مصلحة الأسرة قبل أن تصب في مصلحتك الشخصية، لذلك أرجو من الزوج الكريم أن يعيد حساباته مرة أخرى، أنا شخصيا وقفت بجوار زوجتي حتى أتمت دراستها الجامعية والدراسات العليا وشهادة الدكتوراة، حتى وصلت إلى درجة علمية مرموقة، وفي هذا فضل للأسرة، وينعكس ذلك على الأبناء وتربيتهم، وإذا لم يكن في مقدور الزوج مساعدتك في استكمال الدراسة فعلى الأقل لا يقف عائقا في طريقك على ألا يكون ذلك على حساب ووقت عنايتك ببيتك.

وليس هناك ما يسمى بالذاكرة الضعيفة والذاكرة القوية، ولكن هناك تدريب للذاكرة على الحفظ والفهم بوسائل عدة منها:

- التكرار، فمثلا لا يمكن لأي أحد نسيان فاتحة الكتاب، لأننا ببساطة نكررها في اليوم 17 مرة على الأقل.

- يجب ربط ما ندرسه بمواقف وتوقيتات ورموز، يمكن التدرب عليها، وعلى سبيل المثال لتذكر أسباب موضوع معين يمكن تكوين كلمة من الحروف الأولى في بداية تلك الأسباب، وعن طريق تذكر تلك حروف تلك الكلمة يمكن تذكر بداية السطور والجمل وهكذا.

والشعور بالكسل والخمول له علاقة بالأنيميا وكسل الغدة الدرقية وعدم التغذية الجيدة، ولذلك يجب فحص فيتامين (د)، وصورة دم كامل، ووظائف الغدة الدرقية، وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحاليل مع التغذية الجيدة، ولا مانع من تناول كبسولات فيتامين مثل materna كبسولات omega3 يوميا، كبسولة من كل نوع حتى يتم تقوية الذاكرة، وتقوية الدم، مع التعود على تناول الفواكه والخضروات والحبوب مثل الشوفان والقمح الكامل ( البليلة )، والعسل وحبة البركة، والمشروبات الطبيعية مثل: القرفة، والحلبة والمرمية والنعناع، وشرب الحليب، وتناول منتجات الألبان، وبهذا يتحسن الدم والذاكرة، مع محاولة تنظيم الوقت بين العناية بالبيت والزوج ومواصلة الدراسة، المهم تقوية العزم والإصرار على ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.
_________________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ عطية إبراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-.
وتليها إجابة الدكتور/ علي أحمد التهامي -استشاري نفسي إكلينيكي-_________________________________________________

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك التوفيق والنجاح في دراستك، فأنت حقيقة مثال رائع للأم المجتهدة الطموحة.

بالإضافة إلى ما ذكره لك الدكتور الفاضل/ عطية إبراهيم من توجيهات وإرشادات، أقول لك -أختي الكريمة-:

أولاً: عميلة التذكر كما يقول علماء النفس تمر بثلاث مراحل، وهي:
- مرحلة الاكتساب.
- ومرحلة التخزين أو الحفظ.
- ثم مرحلة الاستدعاء أو الاسترجاع.

فإذا تمت مرحلة اكتساب المعلومة بصورة جيدة بعيدة عن عوامل التشويش والضوضاء وبكل انتباه وتركيز، وبعيدة عن الانفعالات الأخرى مثل القلق والخوف وغيرها، فإن تخزينها يتم بصورة جيدة، وكذلك استدعاؤها إذا لم تتأثر بعوامل النسيان.

ثانياً: تخلصي من الأفكار السلبية مثل: ( ذاكرتي ضعيفة ولا أستطيع المذاكرة... إلخ )، فهناك من العبارات التي تؤثر على ثقتك بنفسك، بل قولي أنا قادرة -إن شاء الله- على الفهم والاستيعاب والتذكر، فهناك من هم أكبر منك سناً حققوا الكثير من الإنجازات والدرجات العلمية.

ثالثاً: الذاكرة تقوى بالتدريب فحاولي الالتزام ببرنامج معين يتم فيه حفظ معلومات معينة، وأفضل عمل هو حفظ آيات قرآنية يومياً ولو بالقدر اليسير، ثم الاستمرار في ذلك إلى بلوغ الهدف الذي تريدينه مثل حفظ سورة معينة أو جزء معين.

حاولي أيضا ربط المعلومات ببعضها البعض، كحفظ الأرقام باكتشاف العلاقات بين الأرقام مثلاً: الرقم الأول ضعف الثاني، والأخير يساوي ضرب الأول في الثالث وهكذا.

وأيضاً بالنسبة للكلمات والأسماء حاولي ربطها بكلمات وأسماء معلومة ومحفوظة جيداً في ذاكرتك. وتكرار المعلومة أكثر من مرة يثبتها أكثر وأكثر.

رابعاً: اتبعي الطرق المناسبة في مذاكرة المواد مثلاً: مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، أما الرياضيات فحل التمارين واللغات الممارسة ومواد الحفظ التكرار.

وإذا أردت التمكن من مادة معينة فقومي بتدريسها ولو لمجموعة افتراضية.

خامساً: حاولي التوفيق بين إرضاء الزوج وتربية الأبناء ودراستك.

نسأل الله تعالى أن يحقق أهدافك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن اصالة

    نشكر الدكتورة عطية والدكتور على على المعلومات

  • الجزائر fifi

    انا لا اتذكر ما درسته و خاصة يوم الامتحان

  • المغرب حسنااء

    جزيتم الجنة

  • أوروبا نسرين

    شكرأ جزيلأ ع هذه المعلومات القيمة جزاكم الله خيرا ويجعله في ميزان حسناتكم

  • السودان اسراء احمد .....السودان

    شكرا علي المعلومات بالجد استفدت منها جزاكم الله الف خير

  • الجزائر انا زاكرتي ضعيفة جدا جدا

    زاكرتي جد جد ضعيفة

  • العراق كريم كاظم

    شكرا جزيلا على هذه المعلوات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً