الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بخوف شديد عند الذهاب للمستشفى..فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به.

أشعر بخوف شديد عند الذهاب للمستشفى, وتزداد ضربات قلبي كثيرا, لتصل إلى 150ضربة, وأشعر بكتمة وكأن هناك شيئا على صدري, وأشعر برجفة وتنميل, وبرودة بالأطراف, وعند تحليل الدم لا ينزل الدم مني من شدة الخوف, وأشعر بدوخة وغثيان.

فما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه هو أحد المخاوف الظرفية المكتسبة المتعلمة الشائعة جدًّا، الناس تخاف من المرض, ومن سيرة المرض, وكل ما هو متعلق بالمرض، والقصص التي نسمعها عن المستشفيات وعن الأمراض، فيها ما هو صحيح وفيها ما هو غير ذلك، لا شك أنها تؤثر على الناس نفسيًّا.

أنت محتاجة لأن تلجئي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي, اتبعي الخطوات التالية:

أولاً: يجب أن تفكري أن هذه المخاوف ليست مخاوف منطقية، هذا في المقام الأول.

في المقام الثاني: هذه المستشفيات هي نعمة من نعم الله تعالى علينا، والطبابة من أعظم المهن التي يمكن أن يمارسها الإنسان، وعلاج المرض وتفريج الكرب عن الناس وتخفيف الألم عنهم هو أمر عظيم، ويؤجر الإنسان عليه, إذًا تغيير مفهومك حول المستشفيات أمر مهم جدًّا.

النقطة الثالثة هي: أن تلجئي لأمر تطبيقينه عمليا، وهو الإكثار من زيارة المستشفيات، ابدئي بزيارة المرضى، ليس من الضروري أبدًا أن تذهبي لإجراء تحليلات، لا، ابدئي بزيارة المرضى، وأكثري من ذلك، وطبقي ما ورد في السنة المطهرة بالنسبة للدعاء للمريض وزيارته والتخفيف عليه، هنا يحدث لك نوع من التواؤم، يحدث لك نوع من الطمأنينة، لأن في ذلك طمأنة لقلبك وهدوء لنفسك -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لموضوع تحليل الدم والخوف منه: هنا أريدك أن تحضري إبرة أو إبرتين من الإبر التي يُسحب بها الدم في البيت، وأمسكيها بيديك وتأملي فيها، ثم تأملي في الأوردة الموجودة على يديك، وتصوري أنك أو أحد المختصين قام بسحب الدم منك, هذا نوع من التواؤم التدريجي أو نوع من تقليل الحساسية تدريجيًا، تدريب ممتاز جدًّا إذا طبقه الإنسان بفعالية وقناعة، ثم بعد ذلك يمكن أن تأتي بسائل أحمر (مثلاً) يشبه الدم، وقومي بسحبه من خلال الإبرة التي بين يديك، وأفرغي ما سحبته، ثم بعد ذلك املئي الإبرة مرة أخرى، (وهكذا).

هذا نوع من التعريض الذي يساعدك -إن شاء الله تعالى– في تخطي هذا الأمر، واذهبي مع أحد ذويك –والدتك، أخواتك– حين يكون لديهم فحص للدم، شاهدي منظر سحب الدم.

لديَّ مريضة كانت تعاني معاناة شديدة من هذا الأمر، اتفقت مع أحد الأخوة الأطباء المتميزين في مختبر الدم –هنا لدينا– وجعلناها تجلس في يوم كامل فقط تشاهد كيفية سحب الدم من المرضى، في بداية الأمر واجهها الكثير من الغثيان والدوخة ثم بعد ذلك تواءمت تمامًا مع الموضوع، وهي الحمد لله الآن بخير، بل تحث الناس أن يذهبوا ويقوموا بإجراء فحص الدم، وتحث الناس أيضًا على أن يذهبوا ويتبرعوا بالدم.

هذه مخاوف يمكن حلها إذا كان الإنسان لديه قناعة بأهمية التغيير. تمارين الاسترخاء برقم: (2136015) أيضًا مهمة وذات فائدة.

هنالك عقار بسيط يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول) لا بأس من تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهر آخر، ثم التوقف عن تناوله.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية العماري

    جزاك الله خيرا ..وحقق امانيك معظم الناس يعانون من هذي الحاله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً