الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأسباب المؤدية لتغير تنظيم الدورة الشهرية في رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة بعمر 29 سنة، عزباء، كانت دورتي منتظمة، وتنزل كل 28 يوماً تقريباً، ولكن منذ خمسة أشهر بدأت تتأخر، وتنزل كل 36 يوماً، ثم انقطعت لشهرين، رغم شعوري بآلامها، وتضخم في الصدر، ولكنها لا تنزل.

راجعت الأخصائية النسائية فعملت لي سونارا، وتبين وجود كيس وظيفي على المبيض الأيسر بحجم 2,7 سم، فوصفت لي برومليوت، لمدة أسبوع، فاستعملته، وبعد إيقافه بيومين نزلت الدورة، فراجعتها في اليوم الثالث -كما طلبت- وأجريت سونارا آخر، فتبين عدم وجود الكيس، ولكنها أخبرتني بوجود تكيس بسيط في المبيضين، وأحتاج لحبوب منع الحمل dine، فرفضت استعمالها، ثم ذهبت لطبيبة أخرى، فوصفت لي نفس الدواء السابق أو الجلوكوفاز -منظم السكر-، فرفضت استعمال المنظم خشية أن يسبب لي الإصابة بالسكر، ثم قمت بعمل هذه التحاليل لتحديد نوع العلة في اليوم الرابع من الدورة، وهي:

TSH 1.040 ulU/mL و FREE T4 1.480 ng/dL, و Prolactin 16.020 ng/mL و Follicle simulating 9.09 mlU/mL و luteinizing Harmone 7.53 mlU/mL

أبلغتني بأن النتائج سليمة وجيدة، ويجب عمل فحص للبروجسترون للتأكد، وعملت الفحص في اليوم 21 للدورة، وكانت النتيجة 1.31 ng/mL، فأبلغتني أنها منخفضة عن الطبيعي، وأن الطبيعي 1.7 ng/ml، وطلبت مني الانتظار لموعد الدورة القادمة، والتي من المفترض أن تنزل بعد 8 أيام، فإذا نزلت كان الوضع طبيعياً، وإذا تأخرت ستعطيني علاجا لتنزيلها، ثم تبدأ معي العلاج من الشهر الذي بعده.

كان وزني قبل بدء هذه الأعراض 55 كجم وطولي 148 سم، وأثناء هذه الأعراض أصبح وزني 67 كجم، ولكن ليس السبب هذه الأعراض، وإنما لأنني كنت أكثر من أكل النشويات والوجبات السريعة، وبعد هذه الأعراض بدأت الآن في إنقاص وزني، لأنني أشعر أنه هو السبب، وأصبح الآن 62 كجم، بتغيير نظامي الغذائي وممارسة المشي بشكل خفيف منذ ثلاثة أسابيع وحتى الآن.

آمل النظر في فحوصاتي وإخباري بوضعي الصحي، فأنا أشعر بالخوف الشديد، وهل لهذا الانخفاض في هرمون البروجسترون تأثير في المستقبل على الإنجاب؟ وما سبب انخفاضه رغم انتظام دورتي سابقاً؟ وفي حال لم أستعمل العلاجات هل من الممكن أن يتحسن وضعي بدون أدوية؟ وما هي نوع الأدوية في هذه الحالة؟ ولماذا توصف حبوب منع الحمل؟ وهل هناك ضرر علي من استعمالها؟ كأن تسبب لي العقم في المستقبل?

آمل الرد، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوديفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن التحاليل التي وردت في رسالتك، تعتبر طبيعية -والحمد لله-، أما بالنسبة لتحليل البروجسترون, فإنه لا يتم اعتماده إلا في حال تم عمله قبل سبعة أو ثمانية أيام من نزول الدورة, ومثل هذا التحليل لا داعي لعمله من الأصل لمن كانت غير متزوجة, والأهم منه هو مدة الدورة وانتظامها.

لذلك أطلب منك أن تتجاهلي قيمة هرمون البروجسترون الآن, ولا داعي للتفكير في هذا التحليل مطلقا قبل الزواج, ولا داعي لتكرار عمله ثانية، وذلك توفيرا للمال والجهد، لأن الهدف عندك ليس الحمل, بل هو علاج اضطراب الدورة.

إذن- يا عزيزتي- تحاليلك تعتبر سليمة، لكن وبسبب وجود تباعد في الدورة لأكثر من 34 يوماً، مع ظهور تكيسات في المبيض بالتصوير التلفزيوني, فإنه يمكن القول بأن الحالة الآن هي حالة تكيس في المبايض، لكنها حالة مبكرة، لم تظهر بالتحاليل بعد, وهذه نقطة هامة، لأن المراحل المبكرة من التكيس يمكن تداركها ومنعها من التطور في غالبية الحالات -إن شاء الله-.

لكون وزنك قد ازداد بمقدار 12 كلغ تقريبا، وبشكل سريع، فقد يكون هذا سبب ساعد في حدوث التكيس، لذلك فإن الخطورة الأولى الآن هي الاستمرار بخفض وزنك إلى أن يصبح مناسبا لطولك، فعلى ما يبدو بأن الغدد والهرمونات عندك هي من النوع الحساس جدا لأي تغير في الوزن.

إن عاد وزنك إلى المستوى الطبيعي، ومع ذلك بقيت الدورة متباعدة، فهنا يجب إضافة العلاج الدوائي، وهو عبارة عن تناول حبوب (الغلكوفاج)، وهذه الحبوب تعتبر آمنة جداً، ولا تؤثر على سكر الدم عندما لا يكون مرتفعا, لذلك أنصحك بتناولها بدون تردد إن دعت الحاجة لها، فلقد تبين بأنها تحسن من عمل المبيض, وتساعد في حدوث توازن جيد في الهرمونات، وحتى تبين بأنها قد تقلل من احتمال الإجهاض، أي أنها آمنة حتى في الحمل.

بعد تناول الغلكوفاج، قد تعود الدورة وتنتظم من تلقاء نفسها، فإن لم تنتظم بعد ستة إلى تسعة أشهر، فهنا يمكن إضافة حبوب منع الحمل, والهدف من إعطاء حبوب منع الحمل هنا هو تقليل هرمونات الذكورة التي تخرج من المبيض, والتي تزيد في حالة التكيس، وصحيح أن هذه الحبوب وجدت بالأصل كمانع للحمل، إلا أنه قد تبين فيما بعد بأن لها فوائد عديدة غير منع الحمل، لكن اسمها بقي كما هو (حبوب منع الحمل) وهو اسم يخيف كثيرا من النساء, وخاصة الفتيات غير المتزوجات، فلا تقلقي أبدا من تناولها, لأنها آمنة جداً -إن شاء الله-, ولا تؤثر على الحمل والإنجاب مستقبلا, خاصة الأنواع الحديثة منها, مثل حبوب (ياسمين أو جينيرا)؛ لأن عيار الهرمونات فيها خفيف جدا, وبالعكس فإن لها فوائد كثيرة، منها أنها تحافظ على مخزون المبيض، وتحمي من بعض من الأورام -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله -العلي القدير- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً