الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من قراءتي لما يثير شهوتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع, وفقكم الله.

أنا والحمد لله أصلي الصلوات في أوقاتها, وفي المسجد, وأنصح الناس على قدر ما أستطيع, لكن مشكلتي تكمن في استسلامي لشهوتي, بمجرد أن أسمع أو أقرأ بعض العبارات الإباحية.

مع العلم أني لا أشاهد الأفلام الإباحية, فقط أقرأ, ولكن ليس باستمرار -مرة في الأسبوع-, عندما تكون شهوتي مرتفعة, ولكن بعد ذلك أتوب إلى الله.

أريد منكم الوسائل التي تعينني على تجنب مثل هذه القصص التي تنتشر كثيراً في هذه الأيام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك بحفظه, وأن يوفقك لعمل الخير وخير العمل.

جميل منك ما تقوم به من طاعة لله، وجميل كذلك أن تعلم من أين يأتيك الشيطان، والأجمل أخي الحبيب أن تضع برنامجا خاصا بك تجتاز به إن شاء الله تلك المرحلة في حياتك.

نود أن نبين لك أن الحل في يدك؛ لأنك أدرى الناس بما يؤلمك, وما يصرفك عن هدفك الذي أقامك الله له.

وليس من نافلة القول أن نذكرك بأن الشهوة الجنسية يزداد سعارها إذا توافرت فيها ثلاثة أمور: الفراغ, ونقصد به (الحسي والمعنوي، أي الوقت والفراغ الفكري)، وفوران القوة، وضعف الإيمان، وبمقدار اجتهادك في كل منها تقل الرغبة مباشرة، فاحرص على قتل فراغك بالعلم والمعرفة والأعمال الاجتماعية الخيرة، واحرص على تصريف قوتك بالرياضة, أو العمل الشاق، واحرص على زيادة إيمانك: بالطاعة والذكر، هذه الثلاثة لا تكون ناجعة إلا إذا كانت مكتملة.

عند إسقاطها عليك ستدرك -حفظك الله- أنه يجب عليك أن تغلق الباب وفورا عن أي قراءة تشغل فكرك وتصرفك إلى ما لا ينبغي أن تكون عليه، وإن حدث فعليك أن تفرض على نفسك عقابا تؤدب به نفسك, ويكون رادعا لك إن شاء الله عن العودة لمثل ذلك.

بقي أن نعطيك عدة إرشادات تحتاج إليها حتما:

أولا: التخلص من الشعور بالعجز، أوعدم القدرة على التغيير، أو الاقتناع بأن الفشل لا محالة قادم, وأن كل محاولة للإصلاح محكوم عليها باليأس، هذه كلها أوهام يزرعها الشيطان فيك، وهو أكثر الخلق معرفة أنك لو أردت وعزمت بعد توفيق الله فلن يقف أمامك عائق، ثق في ربك, وتوكل عليه, واطلب منه العون، وقل لنفسك أنا بأمر الله قادر على هزيمة الشيطان.

ثانيا : اجعل امتناعك عن الفعل حبا لله, وحرصا على دينك, حتى تؤجر وتسدد وتعان، وكما لا يخفى أن هذا الفعل محرم شرعاً، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء، ودليلهم في ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7].

ثالثا ً: من على حاسوبك الآن اكتب في محرك البحث: أخطار العادة السرية، واقرأ بتمعن أقوال الأطباء في ذلك.

رابعا ً: من الثابت علميا أن العادة لا تروي الظمآن, ولكن تزيده سعارا وشهوة، فكلما شربت كلما عطشت.

خامسا: ابدأ من الآن بترتيب أوقاتك حتى لا تترك نفسك فريسة لأي وقت فراغ تستثار فيه شهوتك.

سادسا: استعن بالله, واعمل على الإسراع في الزواج، واعلم أنك حين تبدأ فإن الله يعينك, فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله, والناكح يريد أن يستعفف, والمكاتب يريد الأداء).

سابعا: اجتهد في الإكثار من الصوم, فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد إلى ذلك فعن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء).

ثامنا: أكثر من دعاء الله عز وجل أن يقوي عزمك, وأن يشد أزرك, وأن يعينك على طاعته، واعلم أن الدعاء سهم صائب متى ما قابل قلبا تقيا.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يسعدك في الدارين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مصطفى عادل

    اعانكم الله على عمل البر والتقوى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً