الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مارست العادت فنزل مني دم أحمر، فما أثره مستقبلاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله يجزيكم عني خير الجزاء.

أنا فتاة عمري 21 سنة، أمارس العادة السرية منذ 6 سنوات، وأتوقف ثم أعود لها، وأحاول جاهدة التخلص منها ولم أستطع.

ومرة وبعد يوم من ممارسة هذه العادة القبيحة نزل مني دم أحمر يميل للبني المتخثر، واستمر لمدة يومين ثم توقف وعاد بعد 4 أيام، والآن منذ أسبوع وأنا أعاني من توقفه ثم عودته، وهو كالإفرازات.

فما سبب نزول هذا الدم؟ وهل يؤثر في الحمل مستقبلاً؟ مع العلم أني لست متزوجة، وكيف أتخلص من هذه العادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أشجان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الدم الذي ينزل على فترات له علاقة بالخلل الهرموني الذي يحدث بسبب الوزن الزائد وما يخلفه من مشاكل، ومن بينها: التكيس على المبايض، وزيادة نسبة هرمون إستروجين على حساب هرمون بروجيستيرون الذي يزيد بعد التبويض، وبما أن التكيس يمنع البويضات من الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وبالتالي تنقص نسبة هرمون بروجيستيرون ويحدث خلل في الدورة الشهرية؛ فإن عليك بالتالي عمل حمية غذائية جيدة، وممارسة الرياضة، خصوصا المشي؛ لإنقاص الوزن، وإعادة تنظيم الدورة الشهرية.

ويمكنك بالإضافة إلى ذلك تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء، وبعد العشاء؛ للمساعدة في علاج السمنة، وعلاج التكيس المحتمل.

ثم اعلمي -عافاك الله يا ابنتي وثبتك على طريق الحق والخير- أن طريق الشهوة لا آخر له، ولا يمكن أن تطفئ الشهوة بالشهوة، بل تزيدها سعارا وهياجا، وهذه العادة السرية القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس والانطواء، والخوف المجتمعي وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوادرات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرا كثيرا ولا حتى قليلا، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة.

وممارسة العادة السرية ناتجة من: الفراغ، والشعور بالوحدة، والتعرض للمثيرات الجنسية، أو التعرض للاستثارة الزائدة، ووجود مشكلة عاطفية.

لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي: الاعتراف بالخطأ والندم الشديد على ذلك، والرغبة الشديدة فى التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة، والصلاة، والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردة في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة.

وللتخلص من تلك العادة أيضا: عليك بالبعد عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي، والتي تؤدي إلى الأرق ليلا، وعدم النوم، مع تجنب مشاهدة المسلسلات الغرامية أو الكتب الفاسدة، والصور والأفلام؛ أي تجنب كل ما يثير شهوتك، مع ممارسة الرياضة، خصوصا المشي.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).

إذن: نشغل وقتنا بالقراءة دينا ودنيا؛ حتى نستثمر الوقت فيما يفيدنا لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين لا يتكلمون إلا فى مواضيع الجنس وما حولها.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً