الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الإجهاض وتناول العلاج تأخر حملي فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم
أولا: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، وكلما راود ذهني سؤال وجدت إجابة وافية هنا، فكل الشكر لكم، وجزاكم الله خير هذا العمل النافع.

أود أن أطرح مشكلتي بين أيديكم لعلي أجد إجابة حولها :
متزوجة منذ نصف شهر 8 عام 2013، وبفضل الله حصل حمل، سافرت في الطائرة أول يوم عرفت فيه أني حامل، واستمررت في استعمال الفوليك أسد من أول يوم حملي في البلد الذي سافرت فيه.

ذهبت لمستشفى حكومي، وتم معاينتي من قبل أخصائية لكنها لم تقم بفحصي بأي طريقة، علما بأني كنت في الأسبوع الخامس، بعد ذلك حصلت عندي مضاعفات، كنت أستيقظ من النوم على ألم في أحد جنبي، وشاء الله ألا يتم حملي، وعندما راجعت دكتورة في مركز طبي خاص بعد نزول بضع قطرات دم بدأت بلون وردي، ثم بدأت تزيد في تاريخ 19/10، قالت لي: أنت في الأسبوع السادس ويجب أن أسمع نبضه إلا أنه لم يكن يوجد أي نبض، وفور وصولي للبيت حصل الإنزال.

علما بأنها أعطتني مثبتا والحمد لله، وبعد انتهائي من النفاس والذي استمر لمدة 8 أيام راجعتها وأخبرتني أن كل شيء جيد ولا حاجة لي لعملية تنظيفات، في الشهر التالي تأخرت الدورة لمدة أسبوعين، والذي بعده لمدة 10 أيام، راجعت الطبيبة فقامت بعمل فحوصات لهرمون الحليب إلا أنه بفضل الله لم يكن عندي شيء، وشكت من وجود أكياس لكن الحمد لله كل شيء جيد، وأعطتني دواء منظما بريمولت أخذته لمدة عشر أيام، وبعد انتهائي منه بعد خمسة أيام جاءتني الدورة من تاريخ 10/1/2014.

أتساءل: ما سبب تأخري في الحمل؟ هل حصلت عندي مضاعفات أخرى؟ أرجو أن تطمئنوني، وللعلم أنه لم يأتي موعدها بعد ولا أعرف هل ستنتظم؟ علما أني استمررت على تناول الفوليك أسد من بعد التنزيل لمدة 3 أشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jojo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أتفهم قلقك - يا عزيزتي- كما أتفهم لهفتك على حدوث الحمل, وفي البدء أحب أن أطمئنك وأقول لك: بأن حدوث الإجهاض لمرة واحدة هو أمر كثير الحدوث عند النساء, خاصة في الحمل الأول, وهو لا يدل على وجود مشكلة عند أي من الزوجين, كما أنه لا يرفع من احتمال حدوث الإجهاض في المرات القادمة.

وأحب أيضا أن أطمئنك وأقول لك: بأن مجرد حدوث الحمل عند السيدة - حتى لو كان هذا الحمل قد انتهى بالإجهاض- يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا؛ لأنه يدل على أن الخصوبة عندها وعند زوجها طبيعية إن شاء الله, ويدل على أن الأنابيب عندها سالكة.

ولكون الحمل قد حدث عندك مباشرة بعد الزواج, فهذا لا يعني بأنه سيحدث بسرعة في المرات القادمة, فالحمل لا يحدث إلا بنسبة 20% فقط في كل شهر, مهما فعل الزوجان, وحتى لو لم يكن لديهما أي مشكلة, لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية, أي أنها تزداد شهرا بعد شهر, لتصبح بعد ستة أشهر حوالي 60-70%, وتصبح بعد سنة حوالي 85%, وهذه نسب عالية -كما ترين- ويجب الاستفادة منها, لكنها تتطلب التحلي بالصبر والانتظار؛ لإعطاء الفرصة للحمل ليحدث بشكل طبيعي.

وأنصحك بالانتظار إلى ما بعد مرور 5-6 أشهر على الإجهاض, مع تسجيل تواريخ الدورات الشهرية بدقة, وهذا الانتظار يهدف إلى إعطاء الفرصة للدورة لتنتظم من تلقاء نفسها, فالجسم يحتاج بعضا من الوقت ليستعيد توازنه الهرموني بعد حدوث الإجهاض، أو بعد الولادة.

إن انتظمت خلال فترة الانتظار فهذا هو المطلوب, وقد يحدث الحمل في أي شهر, وإن لم تنتظم فهنا يجب عمل تحاليل هرمونية أساسية لمحاولة معرفة السبب.

ورغم أن دورتك غير منتظمة الآن, إلا أنه يمكن حساب فترة الإخصاب, وبالتالي يمكن اعتبار الفترة من يوم 20 إلى يوم 32 من كل دورة شهرية هي فترة إخصاب عندك, على اعتبار أن طول الدورة قد يكون بين 38-42 يوما حسب ما جاء في رسالتك, ويجب حدوث الجماع في فترة الإخصاب بتواتر من 36 إلى 48 ساعة؛ لإعطاء أكبر فرصة لإلقاح البويضة بإذن الله تعالى.

نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً