الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بنبض داخل بطني وآلام حول السرة من الداخل، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 16 سنة، منذ سنة تقريبا شعرت بآﻻم في بطني بجانب السرة يمينا ويسارا، مثل وخز الإبر، لدرجة تشعرني بالحكة، حتى بالحكة ﻻ يذهب الألم، لأنه من الداخل.

كما أشعر بتقلصات، وأحيانا أشعر بنبض داخل بطني في نفس مكان اﻷلم، وأعاني من اﻻنتفاخ وسماع صوت قرقرة داخل بطني يكاد يكون بشكل دائم.

أيضا عندي إمساك وإسهال بطريقة شبه متتابعة، وعند العصبية الزائدة أو البكاء يأتيني ضيق في التنفس، وألم شديد عند محاولة أخذ نفس عميق، وﻻ أستطيع أخذ أنفاسي بصورة طبيعية إﻻ عندما أهدأ، وأيضا تأتيني آﻻم في صدري، مثل وخز الإبر.

ذهبت للطبيبة منذ سنة، وأجريت تحليل دم وبول، والنتائج كانت طبيعية والحمد لله، باستثناء بعض الأملاح الزائدة بمقدار بسيط، وقالت لي بأنها سبب آﻻمي، وأخذت (دواء فوار) ولكن لم يقم بنتيجة.

ذهبت مرة أخرى منذ أشهر قليلة، وقالت لي إنني أعاني من القولون العصبي، ولكن أشعر أن اﻷلم والتلقصات في بطني ﻻ ترتبط بالعصبية أو التوتر، وتأتي فجأة وبدون مبرر، أو أعتقد أنني في توتر دائم بسبب الدراسة والمذاكرة، وأنني شخصية عصبية بالطبيعة.

أخذت دواء (فيرين verine) قبل الأكل، وآخر مهضم بعد الأكل، ولكن أحس بزيادة اﻷلم والتقلصات مع الدواء.

أريد أن أعرف، هل أعراضي هذه كلها سببها القولون العصبي أم شيء آخر؟ وإذا كان هو بماذا تنصحوني؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول في البدء: إننا لا نشخص مرض القولون العصبي إلا بعد أن ننفي أي سبب عضوي، كالالتهابات أو أمراض مزمنة، بإجراء التحاليل والصور إذا احتاج الأمر، وعندما لا نجد أي سبب للأعراض التي يشتكي منها المريض يصبح تشخيص القولون العصبي وارداً.

يعتبر القولون العصبي مرضا شائعا ومنتشرا جدا، فنسبة انتشار القولون العصبي هي 20%، ولكن فقط 10% من هؤلاء يستشيرون أطباءهم بسبب الأعراض الهضمية، وغالباً ما تبدأ الإصابة به في سن الشباب، ولأسباب غير معروفة، والنساء أكثر احتمالاً -خاصة قبل الدورة الشهرية- للإصابة باضطراب القولون العصبي من الرجال بمقدار ثلاثة أضعاف.

ليس هنالك في سياق مرض القولون العصبي أي سبب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب، أو جراثيم، أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بالتقلصات والاضطراب في حركة الأمعاء.

تتردد الأعراض، فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى، أو تزول لفترةٍ معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

من ناحية أخرى: فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة: كالحليب، والبهارات، والفلفل، والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

من أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض: أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

- شعور بالإرهاق والتعب العام.

- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقتٍ طويل بعد الوجبة السابقة.

- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

هناك حاجة مهمة، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب، أو سرطان، ولا إلى غير ذلك، وإنما يسبب الأعراض التي تم ذكرها.

هناك بعض المثيرات المباشرة للقولون العصبي، وليس هناك مثير واحد لكل الناس، إذ تختلف المثيرات من شخص لآخر، ولكن القائمة التالية تحتوي أكثر ما يشكو منه الذين يعانون من القولون العصبي:

- التدخين.

- المشروبات الغازية.

- بعض العقاقير الطبية.

- القهوة والشاي.

- الأطعمة المقلية.

- التوابل والبهارات.

- البقوليات (الحمص، العدس)، وبعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية، الباذنجان).

- الإجهاد النفسي، والغضب، والضغوط، والقلق.

- التعرض لتيارات الهواء الباردة.

- وجبة كبيرة على غير المعتاد.

- أكل الطماطم بقشرها ( أما بدون القشر لا تثير القولون).
- اللبن والحليب.

أختي الفاضلة: لم تكشف تحاليلك ومراجعاتك للأطباء أي سبب لأعراضك وعليك الاطمئنان، والعلاج: هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء: التوتر، والقلق، أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

عليك أن تتعلم الاسترخاء، فهذا يُساعدك كثيراً، ويمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك بأن تجلسي في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وأن تفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك، ثم تأخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك احبسي الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضًا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وعليك أن تكرري هذا التمرين خمس مرات صباحًا، وخمس مرات مساءً، لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين أنه مفيد -إن شاء الله-.

لقد وجد بأن التمارين الرياضية مفيدة، أي نوع من التمارين الرياضية، وخاصة تمارين المشي أو الجري.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فهذا الدواء الذي تتناولينه قد يخفف من الأعراض، وهو نفس (الدسباتالين) ولكن عند بعض المرضى يؤدي إعطاؤه لفترة طويل (أكثر من شهر) لآلام بطنية تقلصية.

الأعراض التي تحدث عندك بعد فترة عصبية وبكاء، ناجمة عن فرط التهوية خلال نوب البكاء أو الهياج، وأقترح تناول ال Cipralex 10mg.

مع تمنياتي لك بالصحة والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب mohamed

    هذا يسمى المرض بومزوي

  • أمريكا محمد يحي

    أختي الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله لدى نفس التحسس الموجود عندك منذو
    عشرين سنة وأجريت الكثير من التحاليل وفي الأخير وجدت عندي الدزنتريا الاميبية مع ما يسمى الميكوز والآن بدأت اتماثل للشفاء والحمد لله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً