الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي مصابٌ بزكامٍ شديد منذ أربعة أشهر!

السؤال

السلام عليكم
والدي يبلغُ من العمر 66 عاماً، ونحنُ مقيمان في ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة، وهي شديدة البرد في الشتاء، وقد أُصيب والدي بزكامٍ شديدٍ منذ أربعة أشهر.

منذ ثلاثة أشهر ذهب والدي للطبيب، ووصف له دواء [أوغمانتين] حبوب، والثاني [بريدنيسون] لمدة خمسة عشر يوماً؛ حيث استفاد والدي من الدواء، وعوفي لمدة شهرين.

منذ شهر من الآن عاد له الزكام بشكلٍ أسوأ مما كان، فهل توجد طريقة للتخلص منه بشكل جذري؟ مع العلم أن والدي مريضٌ بالبروستات، وهو يتناول دواء [كرادورا]، وهو يعمل شيفاً بمطعم، فهل للبرد تأثير أم طبيعة عمله؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hamdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالزكام هو عرضٌ من أعراض التهاب الطرق التنفسية الفيروسي؛ حيث إن الفيروسات يكثر انتقالها في الشتاء والأجواء الباردة -كما ذكرت أخي السائل- ويبدو أن طبيعة عمل الوالد -أطال الله عمره بالصحة والعافية- تتوجب عليه الاختلاط بالناس في المطعم, ومن المعروف أنه في أي بيئةٍ مهيأة للاختلاط بالآخرين فلابد من العدوى بالأمراض الفيروسية؛ حيث إن قطيرات اللعاب الناتجة عن العطاس أو السعال من أي مريضٍ تسيرُ أحياناً لأمتارٍ عديدة قبل أن تقع على الأرض، وعلى هذا: فإن كل من تصادفه في طريقها قد تتسبب له بالعدوى إن استنشقها أو دخلت فمه عن طريق اللعاب.

لا تُعالج الالتهابات الفيروسية بالمضادات الحيوية, وتتميز الالتهابات الفيروسية من حيث البداية السريعة للأعراض التي تتنقل في معظم أجزاء الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، تترافق مع الترفع الحروري، والتعب العام في الجسم، وآلام المفاصل, فخلال أيام قد تبدأ بألمٍ في البلعوم، يتلوه ضيقٌ في الصدر، وسعالٌ جاف، يتلوه زكام، واحتقان في الأنف، مع سعالٍ رطب, ثم تتراجع الأعراض تدريجياً في كل المناطق المذكورة خلال أربعة أو خمسة أيام، واستمرار الأعراض لأكثر من هذا الوقت -أسبوع- أو تحسنها، ثم انتكاس الأعراض في منطقةٍ واحدة، مثل اللوزتين أو الأنف، أو القصبات، قد يعني التهاباً جرثومياً، وهنا تجب المعالجة بالمضادات الحيوية.

لا توجد طريقة للتخلص من الالتهابات الفيروسية بشكلٍ جذري، إنما بالنسبة لكبار العمر فيفضل الابتعاد عن الاختلاط، وإذا كان لابد منه كطبيعة عمل الوالد، فالأفضل ارتداء قناعٍ محكمٍ يُغطي الأنف والفم, ويمكن إعطاؤه لقاح الأنفلونزا قبل بداية الشتاء؛ حيث إنه يعطي مناعةً ضد أنواع عديدة من الفيروسات -مدروسة في البيئة التي يعطى فيها اللقاح، ومحضرة بما يتناسب مع هذه البيئة- كما يجب الإكثار من الفواكه، وخصوصاً الحمضيات، مثل: البرتقال، والليمون.

وكون الوالد مريضاً بتضخم البروستات فيمنع إعطاؤه مضادات التحسس التي تعطى عادةً لمرضى الزكام أو الالتهابات التنفسية؛ حيث إن مضادات التحسس تسبب احتقاناً في البروستات، وقد تسبب احتباساً بولياً، ونكتفي بالمقشعات، والمسكنات، ومهدئات السعال، والمشروبات العشبية، والتبخيرات بالأعشاب العطرية، مثل: الزهورات، والنعناع والزعتر البري، والصفصاف، مع إضافة بخاخ مضاد الاحتقان الأنفي في حالة الزكام.

أدام الله عليكم الصحة والعافية، وحفظ لكم الوالد، ونفعكم برضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً