الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصحت فتاة مسلمة بعدم التعلق بشاب غير مسلم فتعلقت بي، هل فعلي صحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زميلتي في العمل تتكلم مع شخص مسيحي، وأشعر أنها تحبه، ولكني لا أعلم هل هي علاقة زمالة فقط، أم حب قلبي، أم شهوة جنسية، أم أنها تظن أنها بتعاملها الطيب وابتسامتها الرقيقة أنها بذلك تدعوه إلى دين الإسلام، أم كل هذا؟

أنا لا أعلم، وفي كل الحالات أياً كانت، فأنا شخص مسلم أشعر بغيرة على ديني، وخصوصا على فتيات الإسلام، حاولت أن أقوم بالتلميح لها بأن هذا لا يليق بأي مسلمة -حتى ولو كانت فاسقة- فهي لا ترضى بشخص يكون على غير دينها، حتى ولو في الحرام، ولكنها لم تستجب لي، فحاولت أن أقوم بالتلميح لها بأن هناك الكثير من الشباب المسلم الذين يريدون التعفف، وأنهم لا يكرهون الحب الذى يقرب من الله سبحانه وتعالى، وذلك كله لكي تبتعد عن هذا الشخص المسيحي.

وبدأت تبتعد عنه بالفعل بعض الشيء تدريجيا، ولكني أشعر أنها تعلقت بي، علما بأنني لا أحبها، ولكن في نفس الوقت لا أكرهها، فهل هذا الذي فعلته صحيح -من بداية ما ذكرته إلى نهايته-؟ وماذا إن اكتشفَت بعد ذلك بأني لا أحبها فماذا أفعل؟ وهل يصدق علي المثل العامي الذي يقول "خيرا تعمل شرا تلقى".

أفيدوني بالله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أيها الابن الكريم، ونشكر لك هذه الغيرة على أعراض الأمة، وقد نصحت وأحسنت في النصح، ونرى أن ميل الفتاة إليك لابد أن يُحكم بقواعد الشرع، فإن كنت تستطيع أن تتزوج بها أو تستطيع أن تزوجها بمن ترضاه من أبناء المسلمين من الحريصين على الخير فبها ونعمت، وإلا فالحرج مرفوع، والإنسان ينبغي أن يكون صريحًا في مثل هذه الأمور، ويحاول دائمًا ألا يخدع مسلمًا ولا مسلمة، فإذا وجد فيها ميلاً واهتمامًا به فعليه أن يُقبل عليها أو يُدبر، لكن التطويل والمجاملة وتقديم التنازلات هو المرفوض، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكثر من أمثالك من الصالحين.

ونتمنى أيضًا أن يكون لك مجهود في دعوة ذلك المسيحي، فلعلكم تكونون سببًا في دخوله إلى دين الله تبارك وتعالى، وعندها يمكن أن يتزوج من تلك الفتاة أو غيرها من المسلمات، فإنا نستطيع أن نتزوج من النصارى لكنهم لا يستطيعون أن يتزوجوا منا؛ لأنهم لا يؤمنون برسولنا، أما نحن فنؤمن بأنبياء الله ولا نفرق بين أحد منهم - عليهم صلاة الله وسلامه - فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه.

وقد أحسنت فإنه لا يجوز لفتاة مسلمة أن تتمادى في علاقتها مع غير مسلم؛ لأن هذه العلاقة لا يمكن أن تنتهي بالزواج - والحالة هذه - ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً