الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من تأثير للأدوية والقطرات على انسداد الأنف؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 سنة, ما زالت مشكلة انسداد الأنف مستمرة, فبعد الانتهاء من تناول (مودابكس والرويال جيلى والجينسنج) ما زال الانسداد موجودا, وأنا خائف أن تستمر سنين, أو تكون دائمة, علما أنها لم تحدث لي من قبل, ولا توجد مشاكل بالأنف على الإطلاق.

وأنا لا أعاني من حساسية التراب, أو الهواء, أو أي شيء, فما الحل لمشكلتي نهائيا؟

أعاني من هذه الأعراض منذ شهر بالضبط, ولم أتحسن, وأضطر لاستخدام قطرة (نوستامين) لتسليكها, فهل القطرة خطيرة؟ ومتى سيزول هذا الانسداد؟ علما أني لا أعاني من أي أعراض برد, إنما انسداد الأنف فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك بداية الأمر ارتكاس أنفي للأدوية التي استعملتها, فمن المعروف أن دواء مودابكس قد يسبب التهاب أنف مزمن, والرويال جيلي قد يسبب حساسية أنفية, وأما الجنسنج فهو يسبب أحيانا الاحتقان الأنفي, والانسداد الأنفي, وقد يصل للرعاف, وبالتالي فإن كل هذه الأدوية المذكورة قد تسبب انسداد الأنف.

وكنت قد نصحتك سابقا بأن المودابكس مضاد اكتئاب, وهو ذو تأثيرات جانبية كثيرة, وأنصحك بإيقافه فورا, وأما الجنسنج والرويال جيلي فيجب الموازنة بين فوائدهما (المحدودة) وبين الغذاء الصحي الجيد, والمتوازن, والخالي من التأثيرات الجانبية, وأنا أفضل إيقافهما بالنسبة لك أخي السائل, والاكتفاء بالغذاء الصحي.

ولعلاج هذا الاحتقان الأنفي (الذي هو تضخم في تراكيب داخل أنفية تدعى القرينات, تسبب انسداد الأنف عند تضخمها), لعلاج هذا الاحتقان لجأت إلى القطرة الأنفية نوستامين, وهي مزيج من مضاد تحسس مع مضاد احتقان, هذا الاستعمال الخاطئ والشديد للقطرة أدى بك لاختلاط آخر (تأثير جانبي آخر) ألا وهو التهاب الأنف الدوائي, حيث إن مخاطية الأنف, وخصوصا القرينات الأتفية أصبحت غير مستفيدة على الفعل المضاد للاحتقان لهذه القطرة, بل قد تعطي مفعولا عكسيا من حيث الفعل المضاد للاحتقان المؤقت والقصير المدة, يتلوه توسع معاكس في القرينات, وبالتالي انسداداً أشد من السابق في الأنف, وهكذا دخلت في حلقة مفرغة (انسداد - قطرة - فتح أنف مؤقت وقصير المدة - انسداد أشد - قطرة ..... وهكذا دواليك).

لا بد من قطع هذه الحلقة المفرغة بداية بقطع القطرة نهائيا, مثل أي دواء قد يدمن المريض عليه, وفي الحالات الشديدة نعطي الكورتيزون الفموية (بريدنيزولون 1 ملغ / كيلو غرام من وزن المريض) لمدة قد تصل لأسبوعين بشرط الرقابة الطبية من الطبيب, وليس بشكل فردي من المريض, وبدون وصفة, بالإضافة للكورتيزون الأنفي الموضعي مثل (الفليكسوناز).

أعود لأوأكد على أن مفتاح الحل في إيقاف الأدوية المسببة الأساسية لاحتقان الأنف (الجنسنغ والرويال جيلي والمودابكس...) وكذلك إيقاف قطرة النوستامين القطعي (وإن كانت الأيام الأولى صعبة, ولكن هذا قرار لا بد من اتخاذه, وهو بحاجة لعزيمة وإصرار منك أخي السائل) هذا الإيقاف يجب أن يترافق مع الأدوية التي ذكرتها للعلاج.

وفقك الله للخير, وأبعد عنك كل دواء, وأدام عليك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً