الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بألم في المعدة بسبب الأسبرين.. فبماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم

أنا حامل في الشهر الثالث، ووصفت لي الطبيبة النسائية أسبرين الأطفال حبة كل يوم، وبعد ستة أيام من تناولي الأسبرين بدأ لون البراز -أجلكم الله- يتحول إلى الأسود، مع ألم في المعدة أي أعلى البطن، خاصة عندما أجوع.

بحثت عن السبب في الإنترنت، فعرفت أنه الأسبرين فأوقفت تناوله إلى حين ذهابي للطبيبة، علما بأني كنت أتناوله بعد وجبة الغداء وليس على معدة فارغة.

وفعلا بعد يومين ذهبت للطبيبة النسائية وأخبرتها فأوقفت الأسبرين، فعاد لون البراز طبيعيا بعد يومين من إيقاف الأسبرين لكن الألم في معدتي مازال مستمرا.

فبم تنصحوني؟ أنا لا أتناول أي أدوية أخرى سوى حمض الفوليك، هل أنتظر أياما ليزول ألم معدتي؟ وهل هناك حل غير الذهاب للطبيب والعلاجات؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد الطاعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحالة عندك تعتبر هامة -يا عزيزتي- فحتى لو عاد لون البراز إلى طبيعته فإنه يجب الانتباه والحذر, فقد يكون لديك قرحة في المعدة أو الاثني عشر, وما زالت هذه القرحة تنزف, لكن ليس كالسابق؛ أي قد يكون هنالك دم في البراز, لكنه خفي وغير واضح للعيان, ويلزم عمل تحليل مخبري لكشفه.

وفي كل الأحوال وحتى لو اختفى الدم: فإن حالتك تستدعي عمل تنظير للمعدة وبسرعة, لتشخيص الحالة، ومعرفة سبب الألم والنزف, وبالرغم من أن الاحتمال الغالب هو أن يكون لديك قرحة معدية نتجت أو تفاقمت بسبب تناول الأسبرين, إلا أن هذا التشخيص يبقى نظري وغير مؤكد, ويجب أن يتم تأكيده بالمنظار, كما يجب معرفة نوع القرحة, وموضعها, ومدى عمقها.

كما أن هنالك حالات مرضية أخرى, قد تتظاهر بأعراض مماثلة لأعراض القرحة الهضمية: من ألم في المعدة, ودم في البراز, لكنها لا تكون ناتجة عن قرحة معدية, بل عن أسباب أخرى, ويجب نفيها, وهذا لا يتم إلا عن طريق التنظير المعدي.

نصيحتي لك هي: بأن تتوجهي فورا إلى أخصائية أمراض هضمية لعمل تنظير للمعدة, ولعمل فحص للدم للتأكد من سبب القرحة؛ لأن العلاج يجب أن يكون حسب السبب, فإن كان السبب هو فقط من الأسبرين فهنا يمكن استبداله بإبر الهيبارين إن كانت حالتك تستدعي استخدام المميعات, مع تناول الأدوية الخاصة بالقرحة، والتي تخفف من إفراز حمض المعدة.

أما إن كان سبب القرحة التهابا, أو كان مشتركا أي بسبب الأسبرين وبسبب وجود التهاب معا؛ فهنا يجب إعطاء البروتوكول العلاجي الخاص بالقرحة الالتهابية, وهو برتوكول يتألف من إشراك ثلاثة أدوية معا, ويجب أن يتم تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبيبة الهضمية، وبعد عمل التنظير الهضمي.

أكرر بأن التنظير الهضمي ضروري جدا في مثل حالتك, ويجب عدم تأخيره, وهو لن يؤثر على الحمل بإذن الله تعالى, وكلما سارعت بعمله كلما كان التشخيص أدق, ونتائج العلاج أفضل بإذن الله تعالى.

أسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً