الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أعرف سبب عدم انتظام دقات قلبي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تغيرت حياتي بعد حالات الهلع والهرع والقلق، دخلت بعالم الوساوس بشكل لا يصدق، أنا ولله الحمد لا أتعب عند المشي والجهد، ولا يصيبني ألم بالصدر، لكن عندي عدم انتظام في ضربات القلب؛ أي يتوقف القلب ويعود إلى مجراه الطبيعي، يمكن أن يصيبني في الشهر مرة واحدة.

ذهبت لمختص القلب، وسمع دقات قلبي، وعمل لي تخطيط قلب، ويقول: الأمر لا يحتاج إلى كل هذا القلق، والتردد من دكتور إلى آخر.

وللعلم فقد عملت تخطيطا للقلب أكثر من خمس مرات، لكن الوساوس لا زالت معي، وأصابني السكر بعد حالات الهلع والتوتر، أنا والله تعبت، لكن ليس لي إلا الصبر والاستغفار، أنا أريد أن أعرف سبب عدم انتظام دقات القلب؟ هل يمكن أن تكون عينا أو حسدا؟!

وشكراً على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saleh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك أن قلبك سليم، ويجب أن تكون هذه قناعة راسخة لك، وألا تتنقل بين الأطباء؛ لأن الإكثار من التنقل بين الأطباء هو أكبر سبب للتوهم المرضي.

موضوع عدم انتظام ضربات القلب، أو اختفاء نبضة أو نبضتين أو حتى ثلاثة: هذا قد يكون سببه سببًا فسيولوجيًا، وليس عضويًا في القلب، وفي مثل عمرك القلق قد يسبب هذا النوع من الظواهر، وكذلك شرب الشاي والقهوة بكثرة قد يؤدي إلى ذلك، وبالنسبة للمدخنين أيضًا هذه الحالات قد تُصيبهم من وقت لآخر، كذلك الإجهاد النفسي والبدني والسهر، كل هذه تبعات قد تؤدي إلى هذه الظاهرة والتي لا تعتبر من أمراض القلب كما ذكرت لك، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بالحسد، لكن حاول أن تكون دائمًا حريصًا على الباقيات الصالحات بعد الصلوات، وأن تكون من الذين يلتزمون بأذكار الصباح والمساء، واسأل الله أن يحفظك.

انطلق في حياتك عامة بصورة صحيحة وإيجابية، وكن نافعًا وكن فاعلاً لتصلح نفسك وغيرك، لا تدع أي مجال للفراغ؛ لأن الفراغ بالفعل موجع للإنسان، ومضيع للوقت، ويعطي فرصة كبيرة للخوف والوساوس.

وبمناسبة ما ذكرته أن حالتك قد تغيرت بعد حالات الهلع والهرع والوساوس: أؤكد لك أن هذه الحالات متداخلة، وشعورك بأن حالتك قد تغيرت؛ لأنك لم تقاوم هذه الأعراض، فأرجو أن تأخذ بما ذكرناه لك من نصائح.

والأمر الآخر هو: أن تمارس الرياضة، الرياضة مهمة جدًّا، ذات فعالية كبيرة لعلاج مثل حالتك، كذلك طبق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها إرشادات جيدة لإزالة مثل هذه الأعراض أو المساهمة في ذلك.

أنت محتاج قطعًا لعلاج مضاد لقلق المخاوف، وفي ذات الوقت علاج يساعدك في اختفاء ضربات القلب هذه، فاذهب إلى الطبيب، وأعتقد أن عقار (زيروكسات) أو عقار (زولفت) سيكون مناسبًا جدًّا لك، يُضاف إليه جرعة بسيطة من عقار (إندرال).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً