الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي الصغار يسيؤون الأدب معي بالألفاظ البذيئة وبالضرب، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا الأخت الكبرى في العائلة، ولدي 3 إخوة أولاد، اثنان بالابتدائية، وواحد بالمتوسطة، أنا لا أقوم بإيذاء الأخوين الصغار بالضرب، وإن أخطأ أحدهما بشكل كبير أقوم بالصراخ عليه موجهة له، ولا أستخدم معهم الألفاظ البذيئة، بعكسهم هم، وكثير من الأحيان أبادلهم الألعاب وأصنع جو المرح معهم، وأساعدهم في دروسهم وواجباتهم، أما الأخ الذي في المرحلة المتوسطة، فعادة لا يسلم أحد من شره، لذا غالبا تكون مشكلاتي معه.

فسؤالي للسادة الكرام: كيف أجعل إخواني يقدرون بأني الأخت الكبرى، ويكون لي قدر في هذا؟ فلا يستخدمون الألفاظ ولا الضرب لإيذائي، وإن كان لعباً كما يدعون؟ وبالنسبة لوالديّ فلا يهمهما الأمر كثيرا، فبالرغم من التنبيه عليهما لكن لا يجدي ذلك نفعا.

شاكرة لكم جهودكم المميزة، وجزاكم الله كل خير.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفيف الشجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

أعانك الله، لاشك أنه وضع غير سهل أن تكوني الأخت الكبرى لهؤلاء الصبية، وخاصة الأكبر منهم، وبالأخص مع قلة اهتمام الوالدين بهذه الأمور.

طبعا الفروق بين الصبيان والبنات كثيرة جدا، وكما يقول تعالى: {وليس الذكر كالأنثى} وما عرضت هي واحدة منها، حيث قد تقل الحساسية عند الصبيان بينما هي أقوى عند الفتيات، وخاصة في مثل سنك.

إن الاحترام يؤخذ ولا يعطى! ولا ينفع أن تقولي لإخوانك وخاصة الكبير منهم أن يحترمك، وأن يراقب الألفاظ التي يستخدمها، ولكن يمكنك من خلال جديتك أحيانا، أن تفرضي عليهم احترامك، وهذا لا يمنع أن تلاطفيهم وتمازحيهم ولكن بحدود.

والأمر الآخر، وبالرغم من حرصك على رعاية لإخوانك، فربما يفيد أن لا تحملي نفسك كثيرا مهمة تربيتهم وتنشئتهم. نعم ساهمي معهم في توجيههم، ولكن لا تحملي نفسك كل عبء تربيتهم، فربما يهتم الوالدان أكثر، بينما تدخلك ربما في الأمر يجعلهما يشعران بأنك تقومين بهذا، وبالتالي "ينسحبان" نوعا ما.

عيشي حياتك، وكوني مصدر الأثر الطيب في حياة الأسرة، سواء عند الوالدين أو الإخوان، ولكن ليس على حساب حياتك، فأنت أيضا لك احتياجاتك واهتماماتك.

وفقك الله، وزادك حرصا على خير الأسرة والإخوان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً