الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ m n m حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن أفضل وأضمن طريقة لوضع التشخيص الصحيح في مثل هذه الحالات, هو عمل الفحص والتصوير خلال فترة وجود الكتلة, فهنا ستكون الحالة واضحة ولا مجال للشك فيها. ولكونك تقولين بأن الكتلة تبقى لفترة ولا تختفي بسرعة, فهذا يعني بأن أمامك ما يكفي من الوقت للقيام بمراجعة الطبيبة قبل أن تختفي هذه الكتلة.
إن الكيسة التي تتشكل على حساب بقايا قناة وولف الجنينية وتسمى (كيسة غاردنر )، وهي كيسة غالبا ما تتوضع في الجزء العلوي من المهبل, وتكون في الجهة الامامية الجانبية, ومن النادر جدا أن تتضخم لتصل إلى منطقة الشفر الكبير, ولا يكون لها علاقة بالإثارة الجنسية, كما أن هذا النوع من الكيسات لا يختفي أبدا, بل سيبقى موجودا طوال الوقت, أي أن الكيسة في هذه الحالة كانت ستظهر بوضوح بالتصوير بالرنين المغناطيسي الذي قمت بعمله, ولن تختفي ولا حتى بعد الزواج والإنجاب.
ومن خلال الوصف والأعراض (وأهمها عندك هو أن الكتلة تظهر أحيانا, وتختفي أحيانا أخرى)؛ فيمكن الشك بأحد احتمالين:
الاحتمال الاول: هو وجود انسداد جزئي ومؤقت في قناة غدة بارثولين.
الاحتمال الثاني: هو وجود كيسة دموية ناتجة عن داء البطانة الرحمية الهاجرة, أو مايسمى ب (مرض الاندومتيريوزز) فمثل هذه الكيسات ورغم أن حدوثها أكثر شيء يكون في المبيض والحوض, ومن النادر جدا أن تحدث في منطقة الفرج, إلا أنها قد تحدث في أي مكان من الجسم؛ وبالتالي قد تظهر أحيانا في منطقة المهبل, أو الفرج, وحتى في الشرج, وتكون مغلفة من الداخل بخلايا تشبه خلايا بطانة الرحم, ولذلك فهي تستجيب على نفس الهرمونات التي تؤثر في بطانة الرحم, أي أنها تنمو وتتضخم عندما ترتفع الهرمونات, فيحدث فيها نزف (وكأنه دورة شهرية ) لكنه يبقى في داخلها, فتبدو حينها وكأنها كيسة متوترة مملوءة بالسائل, وتكون مؤلمة, وعندما يتوقف هذا النزف ويتعضى الدم أو يرتشف, تصبح كتلة صلبة متليفة, فيخف الألم أو يزول تماما.
يمكنك أن تطلعي طبيبتك على هذا الاحتمال الذي ذكرته (أي احتمال أن تكون الكتلة عندك ناتجة عن كيسة دموية سببها مرض الاندومتيريوزز)، فهذا الاحتمال رغم أنه نادر الحدوث, إلا أنه وارد في مثل حالتك, وقد لا تكون طبيبتك قد شكت بوجوده أو وضعته في ذهنها من قبل لندرة حدوثه.
وأكرر نصيحتي لك بعمل الفحص والتصوير ثانية حين ظهور الكتلة, فإن تأكد بأن محتواها سائل, فيمكن حينها سحب محتوياتها أو تفريغها بإبرة رفيعة, وسيكون هذا إجراء تشخيصيا وعلاجيا بنفس الوقت, حتى لو كانت ناتجة عن قناة وولف, فيمكن أيضا تفريغها وعمل فتحة فيها لمنع تجمع الإفرازات في داخلها مرة ثانية, بإذن الله تعالى.
أسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.