الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي والتوتر عند الحديث أمام الجمهور ما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم، وبالمعلومات القيمة في هذا المنتدى الطيب

عمري 34 سنة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي والتوتر الشديدين، خصوصا عند التحدث أمام مجموعة -خصوصا في العمل- أصاب بجفاف شديد بالفم، وتعرق شديد، واحمرار بالوجه، وسرعة دقات القلب؛ لدرجة تمنعني من التنفس والكلام.

فما العلاج المناسب لهذه الحالة؟ حيث أنها تنمعني من التقدم الوظيفي، حيث أنه يكون لدي معلومات هائلة عن الموضوع الذي سأناقشه، ولكن عند بداية الاجتماع أحس بالأعراض أعلاه، وتمنعني من الأداء، بالرغم من التحضير المسبق لعدة أيام، والإلمام التام بموضوع الاجتماع، ولكن قبل الاجتماع بعدة ساعات أصاب بتوتر شديد، وأضل أفكر فيه، وعند بداية الاجتماع أصاب بالأعراض أعلاه من: جفاف الفم، وسرعة ضربات القلب، وانقطاع النفس بشكل غير طبيعي يمنعني من التحدث بشكل طبيعي ومستمر، وعليه أفضل أن أتحدث بشكل مختصر جدا لأنهي الموضوع بأسرع وقت.

فما أفضل علاج تقترحونه لحالتي؟ مع العلم أن لدي ضغط دم مرتفع، وأتناول دواء ميكارديس 80 ملجم يوميا.

مع خالص الشكر والتقدير لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Reader حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك بسيطة، فالذي تعاني منه ليس الرهاب الاجتماعي المتجذر المعروف والمعيق والأكثر انتشارًا، الذي تعاني منه نسميه برهاب الأداء، أو قلق التوقع؛ لأنك تحفز نفسك أكثر مما يجب، ويتضخم لك الموضوع حين تريد أن تقابل أناسًا، أو إن طُلب منك أن تؤدي أداء معينًا أمام مجموعة من الناس.

الحالة بسيطة -أيها الفاضل الكريم-، وخير وسيلة هي أن تُدرك ذاتك، وأن تفهمها فهمًا جيدًا ومنصفًا، والأسس الصحيحة لتقييم الذات في مثل هذه الحالات هو أن تُدرك أنك لست بأقل من الآخرين، أنك الحمد لله تعالى مقبولاً اجتماعيًا، وما يحدث لك هو تفاعل عادي يجب ألا تهتم به.

وفي ذات الوقت يجب أن تُعرض نفسك، وتكثر من اللقاءات الاجتماعية، وهنالك نوع من التعرض أو التعريض نسميه بالتعرض في الخيال، وهو أن تتصور نفسك أمام مجموعة كبيرة من الناس طُلب منك أن تتحدث أمامهم، أو طلب منك الناس أن تصلي بهم في المسجد صلاة الجماعة... هذه المواقف تحدث في الحياة، والتأمل والتدبر من خلال التفكير الخيالي في هذه المواقف يساعد الإنسان كثيرًا على اختراقها وتطبيقها عمليًا، فاسع لذلك.

أن تكون دائمًا في الصفوف الأمامية في كل شيء، يساعدك كثيرًا، التحية، السلام على الناس بتحية الإسلام، وأن تكون مفوهًا في هذا السياق، واعلم أن تبسمك في وجوه إخوانك صدقة، هذا يا أخي من المفاتيح العظيمة جدًّا لقهر الخوف القلقي الناتج من المواجهات الاجتماعية.

الأعراض الفسيولوجية التي تحس بها من: جفاف الفم، والتعرق، واحمرار الوجه، وسرعة ضربات القلب، نعم هي موجودة لكنها بدرجة أقل كثيرًا مما تحس به وتتصوره، وهي ناتجة من إفراز مادة الأدرينالين الذي يحفز الجسم للاستعداد لأداء المهمة التي تتطلب المواجهة ليؤديها الجسم على أحسن ما يكون، لكن نسبة للإفراط أو الزيادة في إفراز هذه المادة في بعض الحالات - كما يحدث لشخصك الكريم – هنا يكون رد الفعل سلبيًا.

احرص على تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) بها توجيهات وكيفية تطبيق هذه التمارين، فاحرص عليها، والمشي والرياضة كلها مهمة، خاصة أنك تعاني من بعض فقد الدم، والرياضة سوف تكون مفيدة لك تمامًا، كذلك النوم المبكر أيضًا مطلوب من الناحية الصحية النفسية عامة، ولإزالة القلق والتوترات.

إن استطعت أن تقابل طبيبًا نفسيًا فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فأعتقد أنك محتاج لجرعة صغيرة من عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء متميز جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً