الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل الزواج برجل أخلاقه عالية، ودينه ضعيف؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 30 سنة، لم يسبق لي الزواج، تقدم لي رجل عمره 40 سنة، من بلد آخر، وهو ذو خلق طيب وحنون وبار بوالدته، يصلي وإنساني جداً.

صليت صلاة الاستخارة ودعوت ربي، فشعرت بالارتياح تجاهه، ورأيت في منامي بأنه قدم لي هدية، المشكلة أنه كان زانياً، فتاب من هذا الذنب منذ 4 سنوات -والحمد لله-، ولكنه مستمر بممارسة العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية ويحادث البنات في مواقع التواصل الاجتماعي.

أنا محتارة هل أقبل به زوجاً؟ وهل لو قبلت به سأتعب معه في المستقبل؟ أرجو نصحي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونسأل الله أن يهدي هذا الرجل إلى ما يُحبه ويرضاه، ونحب أن نؤكد أن الصلاة والتوبة والصلاح الذي عليه، كما أن العمر الذي تقدمت به والارتياح والانشراح الذي حصل هي مبشرات بالخير، ولك أن تقبلي به شريطة أن يتوب عن هذه المعاصي، فالإنسان قد يصعب عليه أن يجد إنسانًا بلا عيوب وبلا ذنوب وبلا معاصي، لكننا نستغرب في عدم حكمته، إذ كيف تكلم معك في هذه المرحلة واعترف لك بكل هذه الأشياء، والمسلم مطالب أن يستر على نفسه.

نتمنى لو أنه تاب بينه وبين الله -تبارك وتعالى-، ولم يفتح على نفسه مثل هذه الأبواب ويتكلم في مثل هذه الأمور، ولكن على كل حال ندعوك إلى أن تستخيري الله -تبارك وتعالى-، وتستري عليه، وتشاوري أهلك من أجل أن يتعرفوا عليه أكثر، وكوني مصرة على أن تجعلي التوبة إلى الله والرجوع إلى الله، طالما أخبرك بهذه الأخطاء، إذا تأكدت من صلاحه ومن توبته ومن عودته إلى الله فكمّلي معه المشوار.

نحن نعتقد أن جزءاً كبيراً من هذه المخالفات سيتلاشى عندما يكون له زوجة يُحبها وتُحبه، ونسأل الله أن يغنيه، وأن يغني كل عاص بالحلال عن الحرام، وأن يُجنّب الجميع المعاصي والذنوب ما ظهر منها وما بطن.

نحن نميل إلى القبول به بشرط أن يتوب، طالما أخبرك بهذه المعاصي، لا مانع من أن تُشعريه بأنك قابلة به، وأنك لن ترفضيه، بشرط أن يتوب ويتوقف عن هذه الممارسات الخاطئة، فإذا تاب ووجدت عنده قبولاً واستعدادًا وكان انطباع أهلك عنه جيدًا، لأن الرجال ينبغي أن يسألوا عنه أكثر، ويتعرفوا عنه أكثر.

كما كنا نتمنى أن نعرف نوع وحدود الكلام الذي يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي، التواصل مع النساء مرفوض، لكن هناك فرق بين تواصل وبين تواصل في المحتوى الذي يحصل والمحدثات التي تحدث، والحدود التي يراعيها عند الكلام.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي الجميع، وأن يرد الجميع إلى الحق ردًّا جميلاً، ونحب أن نؤكد أنه إذا كان مواظبًا على الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي مؤشر خير، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

إذاً نتمنى منك الإكثار من الدعاء، دعوته إلى التوبة، الستر عليه، مطالبة أسرتك بالسؤال أكثر وأكثر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً