الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على مشكلة الجبن والخوف في التعامل مع الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 25 عاما، ولدي مشكلة لم أستطع التغلب عليها ألا وهي: الخوف من الآخرين، والجبن والخوف من المستقبل، وتجربة أشياء جديدة، أدى ذلك -مع الزمن- إلى عدم الثقة في النفس عند مواجهة الآخرين، وتبني شخصية انكفائية مسالمة مع الناس وقت المواجهة، حتى لو كنت على حق.

المشكلة أيضا: أني على قدرة بدنية جيدة، ومؤهل علمي جيد جدا، كيف أستطيع التغلب على هذه المشكلة؟ التي آذتني كثيرا في تعاملي مع الآخرين، ولازمتني كثيرا في حياتي.

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا أردت أن تخرج من هذه المشكلة فعليك أولا: أن تُخرج هذه المشكلة من ذهنك!

يبدو وكما ورد في سؤالك أنك مقتدر علميا وبدنيا، ولكن يبدو أن ظروف نشأتك وتربيتك وظروف حياتك جعلتك بالشكل الذي أنت عليه، من ضعف الثقة بالنفس والخوف من الآخرين، فهل يمكنك أن تتظاهر -ولو لأربع وعشرين ساعة- بأنك أشجع الناس، وأقلهم خوفاً منهم؟

أؤكد لك إن استطعت هذا فستجد وخلال وقت قصير أن ما كنت تخافه من الناس ليس بالشيء المخيف كما كنت تتوقع، وأن القيود التي وضعتها على نفسك إنما هي من صنعك أنت، بسبب ظروف التربية وغيرها، وليس هذا دليلاً على ضعف الشخصية أو مرض ما، وإنما مجرد ردة فعل إنسانية طبيعية لظروف معينة مررت بها في حياتك.

إن تجنب لقاء الناس والخوف من مواجهتهم لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بلقاء الناس والاختلاط بهم والإقبال عليهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كنت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال لهذا الحال هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتاد على هذا وتزداد ثقتك في نفسك؛ بحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيع معها مواجهة الناس وبكل ثقة وارتياح.

أنصحك إذا حاولت بنفسك الخروج من عزلتك والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجح كثيرا، أنصحك بألا تتأخر بزيارة أخصائي نفسي، فهذا قد يختصر لك الزمن.

حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق سمية

    أحسنت الاجابة اخي العزيز

  • الأردن ابو مصطفي

    نفس الحاله عندي وهيه وساوس شيطانيه تئتي عندما تريد ان تقدم على عمل او مشروع او شراكه او شراء شيء عندما اتردد يذهب الخير لغيري واذا اقحمت نفسي وجدة الامر اسهل مما توقعت واني قبل الاقدام وضعت لنفسي عقبات عظيمه وهيه الحقيقه لا شيء ورئيت اكثر الناجحين في حياتهم الذين يقدمون ولا يتئخرون توكل على الله وتقدم ولا تكن اخر الناس

  • تركيا نورالدين سلطان

    جزااااااااااااااااااااااك الله خير وشفاك الله يااخي انا عندي نفس المشكلة

  • مصر Admin

    شكراً , و جزاك الله خيراً

  • رماس

    والله عندي نفس المشكلة بس أنا دائما اتظاهر بالقوة و لكن هذه الشخصية الاصطناعية تشعرني بالتعب و أريد أن أرتاح و أتخلص من ضعفي .

  • الجزائر حمزة

    جزاك الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً