الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح أخي مدمنا بسبب أصدقاء السوء، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عندي مشكلة، هل يمكن أن تساعدوني؟ أخي عمره 20 عاما، ويأخذ الميثامفيتامين؛ لأنه قال له أصدقاؤه أنه يقوي الدماغ، فأخذ منه بشكل مستمر ودون استشارة طبية حتى أصبح مدمنا عليه، وأصبح ما تحت عيونه أحمر، ودائما يكون باردا، وإذا لم يأخذ منه تصير عنده نوبات عصبية، ويقول كلاما مجنونا، والفترة التي استمر يأخذ بها العقار 3 أشهر، فهل يمكن أن تساعدوني بعلاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنشودة الليل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الـ (الميثامفيتامين Methamphetamine) أصلاً لا يمكن أن يصفه طبيب لأي إنسان، لأنه أحد المواد الخطيرة والمهلوسة والمعروفة جدًّا، وبكل أسف هو رخيص الثمن نسبيًا، وسهل التصنيع أيضًا، لذا أصبح مصيبة مستشرية في بعض مجتمعاتنا.

تأثير الأصدقاء ورفاق السوء قد يكون عاملاً في مثل هذا النوع من الإدمان والتعاطي، لكن أعتقد أن هذا الأخ أيضًا قد تكون لديه مشاكل في شخصيته، وتأثره بالآخرين وبهذه الصورة المضرة المذلة، لا شك أن عوامله مشتركة بين الطرفين.

الآن هذا الشاب يحتاج لمساعدة، والمساعدة لا تأتي إلا إذا كان هنالك نوع من الصراحة معه. المدمنون دائمًا يحاولون إخفاء إدمانهم، يقللون من خطورته، والمصارحة والمكاشفة هي أساس العلاج، ولذا يجب أن يتحدث معه أحد أفراد الأسرة من الرجال وكذلك أنت - جزاك الله خيرًا – مساهماتك جيدة ومقبولة، وبعد أن يصل هذا الأخ لمرحلة الاعتراف بالتعاطي والإدمان – وهذه مرحلة مهمة جدًّا –، يدخل بعد ذلك في مرحلة العلاج، وأهم وسيلة للعلاج هي تجفيف المصادر التي يتحصل منها على الـ (الميثامفيتامين Methamphetamine)، وأن يُدرك مخاطره، وأن يُدرك أن هناك أمل في علاجه وشفائه، وأن نبحث له عن صحبة طيبة ورفقة ممتازة، وأن نجعله شريكًا حقيقيًا في أمور الأسرة، يعني إشعاره بكينونته بعد أن تحدث الاعترافات التامة من جانبه وقبول التغيّر، وهذه مرحلة أيضًا مهمة، تأتي من خلال المكاشفة والمصارحة، والاستبصار والمساندة في ذات الوقت.

إذا كان هنالك مركز لعلاج مثل هذه الحالات، فمساعدة المركز في هذه الحالة أيضًا سوف تكون مُجدية جدًّا، وإن لم توجد فيجب أن تذهبوا به لطبيب نفسي، أو حتى لطبيب عادي ليقوم بإعطائه بعض الأدوية التي تساعده على النوم، وتساعد على الشعور بالاسترخاء الداخلي، وهنا تزيل العصبية والتوتر مما يساعده كثيرًا - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر هذا الأخ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً