الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع تأخر نمو ابنتي، هل أدخلها الروضة أم المدرسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسأل الله عز وجل أن يجزل لكم المثوبة, لدي سؤال من شقين لو سمحتم لي، لدي طفلة تبلغ من العمر -تقريبا- ست سنوات, كانت ظروف ولادتها صعبة, وبقيت مدة ليست بالقصيرة في العناية الفائقة لحديثي الولادة, ولازلت أراجع بها في عيادة الأطفال والتغذية, وراجعت بها سابقا في عيادة الأعصاب؛ لأنها وقت الولادة انقطع عنها الأكسجين.

بعد أشعة الرنين قال الدكتور: خلايا المخ سليمة, وللتأكد اعمل لها اختبار ذكاء قبل الذهاب للمدرسة, لكن حجم الرأس أو قطره صغير نسبيا, وهي الآن تتمتع بصحة جيدة, لكن وزنها قليل, وتستخدم حليب (بدي شور) حاليا.

السؤال: هل يكفي أن أدخلها فصلا دراسيا واحدا في الروضة, ومن ثم مع بداية العام الدراسي القادم أدخلها الصف الأول الابتدائي؟ أنا أخاف أن يكون الفصل الدراسي الواحد غير كاف لها, والشيء الآخر أنا أخاف عليها لضعف جسمها ووزنها، وأقول: تدخل الروضة سنة كاملة, وعند بلوغها السابعة أدخلها الصف الأول, ما رأيكم؟

الشق الثاني: أخوها أصغر منها بسنة, فهل ترون أنه من المناسب أن أجعلهما يدخلون الروضة معا؟ فأنا أخاف إذا دخل كل واحد منهم السنة الأولى الابتدائي أن تبدأ مشكلة تعلق كل منهما بالآخر, ويريدون الذهاب معا, فما رأيكم بهذا الشأن؟

ودمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لكم على التواصل معنا، والكتابة إلينا، وحمى الله طفليكما.

من الواضح أن هذه الطفلة تحتاج لبعض الانتباه والرعاية، والتي من الواضح أنكم تقومون على تقديمها لها، لقد ذكرت لنا أنكم أجريتم اختبار ذكاء لها، ولم تذكر لنا النتيجة، ولعلها كانت طبيعية، ولذلك لم تذكرها لنا.

وعلى كل الأحوال، ربما تجريبها في روضة حضانة، -ولو لوقت قصير- سيكون مفيدا لها لتبدأ تعلم التعامل مع أناس من غير أسرتها، ولكن إن سار تقدمها بشكل مناسب، فهي غير مضطرة لإتمام السنة في الحضانة، وإنما يتم نقلها للمرحلة الابتدائية، وخاصة إذا كان هناك اتفاق مسبق مع المدرسة ومع روضة الحضانة، وبتقديري أنهما سيراعون الحالة الخاصة التي عند هذه الطفلة.

وأنصح أن يتمّ كل هذا بالتشاور والتعاون مع مُدرِّسات المدرسة، ومشرفة الحضانة، ويفيد أن يستمع إلى رأيهم في الأمر.

وبالنسبة للشق الثاني، فربما معك وجهة نظر مناسبة في عدم إدخالهما معا وفي صف واحد، لأنه في الغالب سيبدأ أحدهما يعتمد كليا على الآخر، وربما فصلهما أنفع، وعندهما بقية الأوقات خارج المدرسة للعمل مع بعضهما وتقوية الروابط بينهما.

وفقك الله، وأقرّ عيونكم بالطفلين.

_____________________________________

انتهت إجابة الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.


صغر حجم الرأس النسبي أمر طبيعي في معظم الأحوال، خصوصا إذا كان حجم الرأس للطفل في حدود 35 سم وقت الولادة أو أقل قليلا، والمخ ينمو بسرعة كبيرة جدا في العام الأول من عمر الطفل، حيث يصبح حجم الرأس 45.5 سم في نهاية العام.

وإذا ولد الطفل بمتوسط وزن أقل من المتوسط الطبيعي، ومكث فترة على إثر ذلك في العناية المركزة؛ فإن متوسط الوزن، ومتوسط محيط الرأس في الغالب يكون أقل من المتوسط، ولكن الأطفال بعد خروجهم من العناية المركزة للحياة الطبيعية؛ فإنهم يسيرون على منحى نمو خاص بهم، ولكن في المدى المقبول لمثل حالتهم، وينمو هؤلاء الأطفال نموا طبيعيا، ويلتحقون بالمدارس العادية.

وضع المدارس يختلف الآن عن ذي قبل، حيث يلتحق الأطفال بالحضانة والروضة والتمهيدي لمدة 3 سنوات قبل التعليم الابتدائي، والحرص في التعليم في تلك المرحلة على تعلم الألوان والصور، والنطق السليم، ويمنع منعا باتا إعطاء الأطفال في المراحل الأولية من التعليم واجبات مدرسية، أو اختبارات آخر العام؛ لأن الهدف في تلك المرحلة التواصل والاعتماد على النفس، بعيدا عن الوالدين.

إذا كان نطق الطفلة سليما، وتعرف الألوان، والعد، وأسماء الأشياء في المنزل؛ فلك إدخالها المدرسة حسب سنها، مع المساعدة المنزلية بكتب الألوان المصورة، ولا داعي لتأخيرها عاما دراسيا كاملا، والذي يحدد المستوى هي المدرسة، وليس الأسرة، ويفضل أن تدرس قبل أخيها في المدرسة؛ ليكون لكل منهم شخصيته المستقلة، وحتى لا يؤثر ذلك عليها في المستقبل، وتوصم بالتأخر الدراسي، وفقدان الثقة بالنفس، مع مراعاة التعامل بالندية بين الأطفال، سواء كان بنتا أو ولدا؛ لكي يكتمل النمو النفسي مع النمو الجسمي.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً