الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرت في ترك الإمامة بسبب ارتفاع ضربات القلب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا -بارك الله فيكم- إمام مسجد، ومستمر في الإمامة منذ سنتين تقريبا، وفكرت في ترك الإمامة؛ لسبب أنني إذا تقدمت للإمامة في الصلاة الجهرية أعاني من ارتفاع ضربات القلب، وسرعة التنفس، فتشتت أفكاري وينعدم حفظي.

لم أجد حلا لهذين الأمرين، استخدمت أدوية نفسية كزيروكسات، وواجهت سلبيات وأضراراً، وسرعان ما تركته، ولم أجد حلاً، فوجهوني بارك الله فيكم، علما بأنني أحب الإمامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا انتهجت هذا المنهج تكون قد كافأت المخاوف، كافأتها مكافئة كبيرة جدًّا، لتهيمن عليك وتكون هي التي تتخذ القرارات نيابة عنك.

فيا أخِي الكريم: التجنب، التهرب، الابتعاد، هي أول من يخطر على بال الإنسان ليتخلص من مخاوفه أيًّا كانت درجتها، لكن هذه الأساليب وهذه المنهجيات تزيد من المخاوف وتشعبها، وتجعلها أكثر حدة وإطباقًا وإلحاحًا، وفي المقابل علاج المخاوف يتمثل في مواجهتها وعدم التجنب، وتحقيرها وتجاهلها.

فأنا أؤكد لك أن حالتك سوف تعالج، وتعالج من خلال أن تعرف أنه لن يصيبك مكروه أبدًا، مهما تسارعت ضربات قلبك، أو أتاك شيء من خفة الرأس، أو الشعور بأنك سوف تفقد السيطرة، أو سوف تسقط أرضًا، أو أن أداءك ضعيف أمام المصلين، هذا كله ليس صحيحًا، مشاعر الخوف هي مشاعر داخلية، وموضوع الحفظ سهل جدًّا.

قم بمراجعة بسيطة لما تريد أن تتلوه قبل دخولك في الصلاة، هذا لا يعني أنك سوف تُجيد حفظك في تلك اللحظات، لكنه يعني رسالة طمأنة قوية جدًّا لك.

ودائمًا اعرف قدر هذا العمل الذي تقوم به، هو عمل عظيم ولا شك في ذلك، فهذا اصطفاء من الله تعالى لك، فكيف تضيع هذه الجائزة، بل الغنيمة الكبيرة، استجابة ومكافأة لخوف ظرفي، إذا تجاهلته وحقرته تكون قد قضيت عليه -إن شاء الله تعالى-؟

العلاجات الدوائية مهمة؛ لأن الدواء سريع الفعالية في مثل هذه الحالات، ونتائجه رائعة جدًّا.

الزيروكسات سبب لك مشاكل، فيجب أن تستبدله بدواء آخر، هنالك الزولفت، وهنالك السبرالكس، حتى البروزاك وجد الآن أنه علاج جيد لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي، فأرجو أن تقابل الطبيب مباشرة ليصف لك -إن شاء الله تعالى- أحد هذه الأدوية التي ذكرتها لك، وقطعًا الزولفت سوف يكون مناسبًا جدًّا -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً