الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي ترفض زواجي من ابن عمي الذي يصغرني سناً، كيف أقنعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أحتاج المساعدة بشأن موضوعي، وهو كالتالي: أنا فتاة عمري 20 عاما، وأبواي منفصلان منذ 19 سنة، والمشكلة أنني أود الارتباط بابن عمي الذي يبلغ من العمر 18 عاما، وهو أبدى رغبته عند والدته بأنه يريد الارتباط بي بعد ثلاثة أعوام.

وعرفت الموضوع عن طريق أخته، وأبلغت أمي بالموضوع، فاستثارت بشدة، وقالت أنا أرفض لأسباب، لأنه أصغر منك سنا، وأن كرامتي تأبى أن أعاود العلاقة مع أهل والدك نتيجة للمصاهرة، وأيضا هو سيكون طبق الأصل عن والدك، وسوف يعذبك في حياتك، وحاولت أن أشرح لها أنه إنسان متدين ومحافظ على صلاته في المساجد، ومحب لوالديه، وأسمع من عدة أشخاص المديح فيه.

ولكنها أشارت إلى أنه طفل، وما هذه إلا مشاعر مؤقتة تجاهك، ولكن قلت لها إنه على هذا المنوال منذ أربع سنوات ولم يتغير رأيه، وإذا تغير، أنا لا أمانع الزواج من غيره، ولكن مبدئيا لو تقدم لي بعد عامين سأوافق، فقالت أنا عانيت في حياتي بما فيه الكفاية، ولن أرضى بهذه الزيجة، وإذا تزوجته سأعامله بجفاء، فلن أرضى أن يدخل بيتي، وسأعاملك كغريبة، وليس كابنة لي، فقلت لها هل تودين مني الزواج من غيره من أجلك؟ قالت لا فأنا لا أتحكم فيك، ولكنها أصرت أنها ستعاملني بإهمال.

وها هي من الآن تبدأ بذلك، وأنا أرى أن لي الحق في أن أختار شريك حياتي، ولا أرى الفارق العمري سببا لعدم القبول، خاصة وأنه راغب بي، ومحافظ على دينه، ومجتهد في عمله، وأرى فيه الخصال التي أتمناها في شريك حياتي، وأشعر أنني لو أخذت غيره، سأعيش حياة شقية، فقد وضع الله القناعة به في عقلي والحب في قلبي، ما الصواب الذي يجب علي فعله؟ فأنا في حيرة من أمري.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل مع الموقع، وهنيئًا لك بهذا النضج الذي واجهت به هذه المشكلة، ونتمنى أن تجتهدي في إقناع الوالدة، واسترضائها، والقرب منها، ولكن في النهاية تفعلي ما فيه المصلحة وما فيه رضى لله -تبارك وتعالى-، إذا كان الشاب صاحب دين وهو الذي بادر وتقدم وطلب يدك رسميًا، فلا نرى أن تمتنعي عنه مهما كان الذي يحصل، ولعل هذا الأمر سيتغير عند الوالدة، ولكن عليك أن تجتهدي في برها والإحسان إليها، والمبررات التي تبني عليها الوالدة لا وزن لها ولا قيمة لها من الناحية الشرعية، وأصابع اليد الواحدة تختلف، فكيف بالناس والبشر! ولذلك نتمنى أن تستمري في بر الوالدة، وألا تثيري مشكلة من الآن، ولكن إذا تقدم فعندها لكل حادثة حديث، ووقوف الوالد معك أيضًا مطلوب، لأنه هو الولي بالنسبة لك، ودور الوالدين - سواء كانوا منفصلين أو متحدين، سواء كان الوالد أو الوالدة – هو دور إرشادي وتوجيهي، محله أن يتقدم خفيف الدين أو بلا دين، أو يتقدم إلى فتاة سيئة، عند ذلك يتدخلون، أما إذا كان الرجل صاحب دين والفتاة رضيتْ دينه وأخلاقه، أو الفتاة صاحبة دين والشاب رضيَ دينها وخلقها، فليس لأحد أن يقف في طريقها أو في طريقه، ليس لأحد أن يجبرها بالزواج من شخص لا تريده، وليس لأحد أن يمنعها من شخص تحبه وتريده.

ولكن أرجو ألا تضخمي المسألة الآن، فلا زال هذا الشاب كلامه في الداخل، لم يتقدم، ولم يطرق الباب بطريقة رسمية، ولكن عندما يحصل ذلك أرجو أن تكوني على ما أنت عليه، مع ضرورة الإصرار على إرضاء الوالدة والاجتهاد في نيل رضاها والقُرب منها، والثناء على مجهوداتها، وحسن الاستماع إليها، والصبر عليها، لأنها تظل والدة في النهاية، والوالدة قلبها طيب، وأكيد سوف تعود إليك -بإذن الله تبارك وتعالى – ولا نرى أن فارق العمر مشكل، لأن التلاقي بالأرواح، الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونوصيك خيرًا بالوالدة وبالإحسان إليها، وكذلك بطاعة الوالد والإحسان إليه، لأنه يظل أيضًا والدًا، ونشكر لك هذا التواصل، ونسعد بمتابعتنا لتطورات هذه القضية، فكوني على تواصل مع موقعك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر Dana

    جزاكم الله خير وسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه
    اشكركم على الرد

  • الجزائر nirmine

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و الله هو ان الواحد يتزوج وحدة اكبر منوا مافيها مشكلة لان النبي صللى الله عليه وسلم تزوج خديجة و هي تكبره بكثير و اتمنى من الاخت الفاضلة ان تصبر حتى يتقد لها رسميا يعني يدخل من الباب و وقتها اي تصرف راح تعملوا اكيد موش راح تندم عليه لكن اتمنى ان تستخير و تعاود الاستخارة لانها حياة ابدية و الله اعلم

  • السويد عائشة

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختي . قصتك مثل قصتي . ااحب ابن عمي و يحبني و اني اكبر منه ب4 اشهر لكن مو بنفس السنة نولدنه . وصارلي سنة امه وامس رافضين نتزوج بسبب مشاكل عائلية . و بعد الدعاء والصبر والتوكل على الله .... وافقو واتزوجنا قبل شهر ولله الحمد ... وهسه امه تحبني وامي تحبه كثير ... ف نصيحتي الك يا الغالية... لا تفتحين الموضوع مع امك الان ... استخيري الله وقيمي الليل وادعي واصبري وكثري من الدعاء وكل يوم استخيري و باذن الله الله يكتب لك الخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً