الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل العلاج بالجلسات الكهربائية أفضل لمريض الفصام أو الأدوية المضادة للذهان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامكم، وحفظ لكم أحبابكم.

بداية حالة أخي قبل سنتين، عام 2011، هو طالب طب، وكان عمره 22 عاما ببداية حالته، سافرنا أنا وإخواني وأمي وبقي هو والوالد، اتصل علينا وأخبرنا أنه من الضروري أن نرجع بسبب بعض الأحداث، هو أكبرنا وقليل المزح ونأخذ كلامه جديا، عندما وصلنا اكتشفنا أنه لم ينم منذ بضعة أيام، أخذ إبرة منوم، وصرنا نعطيه العلاج (ريسبدال) بالأكل.

بدأنا من نصف حبة حتى وصلنا 5 أو 6، لا أذكر بالضبط، هو رافض تماماً للعلاج، واصلنا معه لسنتين نضع الدواء له دون أن يدري، تعدى الأزمة وبدأ يرجع مثل السابق، قبل ثلاثة شهور اكتشف العلاج وغضب، ويقول: 5 مل لا يتحمله جمل، فكيف تضعونه لي؟ أصر علينا أن ننهي العلاج خلال أسبوع، وأخبرناه أنها لا تكفي، ثم أعطانا فرصة لشهرين، تقريبا منذ شهر 12 بدأ ينحف وتطلع منه تصرفات غريبة، ولما قطعنا العلاج صار يقول: أنا متوتر، ابتعدوا عني، ومنذ أسبوعين بدأت ترجع له حالة المرض، وكل يوم تزيد الأعراض! فهل تكفيه جرعة 2 مل ريسبدال؟ وإلى متى يستمر على العلاج؟

حالتنا متوترة، وليس لنا غير الله ثم أنتم، وهل كل فترة ستنتكس حالته هكذا؟ علماً أننا مررنا بظروف وتعداها –الحمد لله- ولم ينتكس، توقعنا ذهب المرض عنه، ودراسته كيف يقدر أن يكملها؟ يقول أنه في سنة خامسة طب جراحة عامة، كان كل أملنا، فهو أكثرنا تركيزا وتفوقا منذ الصغر، ومستواه الدراسي الأفضل.

هل يمكن أن تعطونا اسم أفضل دكتور بمجال الفصام؟ فقد شخصوا حالته على أنها داء العظمة، والحل الأفضل إذا رفض العلاج أن ندخله لمصحة، فقد أخذ الحبة ليومين ثم رفض، وهل العلاج بالجلسات الكهربائية أفضل لمريض الفصام؟ أو العلاجات المضادة للذهان مثل الريسبدال؟ وهل الجلسات الكهربائية تضر المريض على المستوى البعيد أو تؤلمه؟ وهل العلاج يمكن أن يتلف خلايا المخ إذا استعمل لوقت طويل؟

أعتذر أشد الاعتذار على الإطالة، أرجو الرد سريعاً، شكراً لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لتين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على اهتمامك بهذا الأخ، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

عقار رزبريادال من الأدوية التي تُعطى في أغلب الأحيان لما يعرف بالأمراض الذهانية، وأهمها الذهان الحاد العابر، أو مرض الفصام، أو في بعض حالات ما يعرف بالاضطراب الوجداني أو الهوس الوجداني.

هذا الابن -حفظه الله- استجاب للعلاج بصورة جيدة، لكن بكل أسف عدم تعاونه أو رفضه لتناول العلاج أدى إلى بعض الانتكاسات في حالته، وموضوع عدم تعاون هؤلاء المرضى مع العلاج هو أمر معروف جدًّا، حيث إن حوالي 50% من هؤلاء المرضى لا يعتقدون أصلاً أنهم يعانون من أي شيء، لذا يرفضون العلاج.

لكن توجد وسائل أعتقد أنها فعالة وجيدة إذا طُبقت بصبر وتأنٍ، وأهم شيء أن تُبنى مع هذا الابن ما يسمى بالعلاقة العلاجية، العلاقة العلاجية هي مثلها مثل أي علاقة حميمة وأصيلة، وأفضل شخص يبني علاقة علاجية مع المريض هو الطبيب المعالج، وكذلك أحد أفراد الأسرة، الذي أراه هو أن تتواصلوا مع الطبيب الذي يعالج هذا الأخ، وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة، والمملكة العربية السعودية بها الكثير من المختصين، قد لا أستطيع أن أسمّي اسمًا معينًا، لكن أعرف أن إمكانيات الطب النفسي هائلة جدًّا في المملكة.

الطبيب يستطيع أن يتحدث معه، ويستطيع أن يقنعه -إن شاء الله تعالى-، وبعد ذلك أهم شيء المتابعة مع الطبيب، حتى حين تظل حالته ممتازة كجزء من إقناعه بمواصلة العلاج هو أن يظل مع الطبيب، وبالنسبة لكم كأفراد أسرة أرجو أن يتحدث معه شخص واحد حول العلاج، الشخص الذي ترونه أنه أقرب إليه، الشخص الذي يمكن أن يستجيب له سيكون المفتاح العلاجي الرئيسي.

الرزبريادال بجرعة اثنين مليجرام، لا بأس بهذه الجرعة، لكنها قطعًا صغيرة بعض الشيء. يوجد دواء آخر يعرف باسم (زبركسا فلوتاب) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، هذا الدواء ذوّاب جدًّا في السوائل، ولا طعم ولا رائحة له، وهو يُعطى لهؤلاء المرضى، وفعاليته ممتازة جدًّا.

الطريقة الأخرى هي أن يُعطى الإبر الشهرية أو الإبر كل أسبوعين، الرزبريادال نفسه يوجد في شكل إبر تعرف باسم (رزبريادال كونستا)، هناك بقوة خمسة وعشرين مليجرامًا، وقوة سبعة وثلاثين ونصف مليجرام، وقوة خمسين مليجرامًا، يمكن أن يعطى أحد هذه الإبر مرة واحدة كل أسبوعين، وقد لا يحتاج لأي علاج دوائي بعد ذلك، ومعظم المرضى أيضًا ينتهجون ويفضلون هذه الطريقة.

بالنسبة لمستقبله، نسأل الله له العافية والشفاء، قطعًا دراسة الطب ليست دراسة سهلة، لكن يجب ألا نتشاءم، ونأخذ الأمور كما تأتي، يوما بيوم، ونحمسه ونشجعه وندفعه ليعيش حياة طبيعية بقدر المستطاع، أما إذا لم يستطع مواصلة دراسته، فنسأل الله تعالى أن يجعل له الخير في مكان آخر وفي وظيفة أخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً