الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام الذئبة الحمراء التي أنهكت قواي، فما هو علاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا سيدة في 39 من عمري، أصبت قبل 3 سنوات بمرض هاجم كل مفاصل جسمي بالتدريج، ولم ينفع معه أي من مضادات الالتهابات أو المهدئات، ووصف لي الطبيب بريدونيزون 40 ملجرام، وبعد أن تحسنت توقفت عن العلاج بالتدريج، واكتشفت فيما بعد مع رجوع الآلام بين وقت وآخر أنه مرض مناعي، ولكن لم يتم تحديده، لعدم وجود أخصائيين في بلدي.

وفي زيارة لطبيب متخصص لبلادنا، أكد لي بأني مصابة بالذئبة الحمراء من خلال الأعراض والفحوصات الأنا والأينا ومجموعة الأينا بروفايل، علماً بأن معاناتي كلها في المفاصل، من: ألم، وتورم، وتنميل، وبقيت مستمرة على بريدونيزون وايموران وبلاكونيل، وحالتي شبه مستقرة، ولا توجد أي مضاعفات في الكلى والدم أو غيره –والحمد لله-.

إلا أننا منذ 9 أشهر غادرنا البلاد للدراسة، وأوقفت الايموران بناء على تعليمات طبيبي المتابع لحالتي في وطني، وهنا أصبت بالتعب مرة أخرى، وذهبت لأخصائي باطنة وأمراض الدم، فطلب مني أن أوقف البلاكونيل، لأني مرضعة لطفلة بلغت العام الآن، وكنت قد تعرضت لمضاعفات خطيرة في ولادتها، لأني لم أرد أن أرفع الجرعة وقت الولادة خوفا عليها.

مؤخراً ومنذ 3 أسابيع رجعت لي الآلام، وازدادت حدتها مع الوقت، فرفعت الجرعة التي كانت قد نقصت لـ 5 مليجرام إلى 10 ثم 15 وبدون فائدة، فالآلام تزداد، وبالذات في الليل، واستخدمت مهدئات وإبر فولتارين عند الحاجة الماسة لها، كوني بالدرجة الأولى أم لثلاثة أطفال أكبرهم في السابعة، ولا راعي لهم غيري، ويتطلب مني ذلك جهداً بطبيعة الحال، ولا أخفي عليك أن القلق يتملكني من أن تحدث لي مضاعفات هذا المرض، وفي نفس الوقت الذي أتمنى ألا يكون عندي المرض أصلاً، خصوصاً بعد أن قمت بعمل فحص هنا ولمرة واحدة، واستغربت أن النتيجة ظهرت نيجاتيف، وطلب مني الدكتور هنا إعادة الفحوصات، إلا أني لم أتمكن للآن من عمله، علماً بأني في بلدي قمت بعمل الفحوصات مرات ومرات، ودائماً النتيجة موجبة، وفي مختبرين لهما سمعة في الإجادة.

أعتذر لإطالتي، ولكن كلي يقين بأنكم ستقرؤون ما كتبته، وستساعدونني، لأني كلما قرأت إجابتكم أجدكم تكتبون بأن البلاكوينيل دواء أساسي في مرضي هذا، ودكتوري هنا أوقفه، وآلامي شديدة هذه الأيام، فأرجو إفادتي.

جزاكم الله عني كل خير، وجعل ما تقومون به لمساعدة المرضى في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاج الذئبة الحمراء الأساسي هو البلاكوينيل، ويجب عدم التوقف عن الدواء حتى في الحمل أو في الرضاعة، فهو من الأدوية التي يمكن إعطاؤها في الحمل وفي الرضاعة، وعند التوقف عنه قد يسبب زيادة في أعراض المرض ونشاط المرض، وبالنسبة لبعض الحالات قد يكون ANA سلبيا، إلا أن ENA يكون إيجابيا، وهي حالات قليلة، إلا أنه في مثل هذه الحالات تكون معظم الأعراض آلام في المفاصل وطفح جلدي.

ولذا يفضل العودة إلى البلاكوينيل حبة مرتين في اليوم، وكذلك رفع جرعة الكورتيزوون إلى 20 ملغ؛ لأن آلام والتهابات المفاصل في هذا المرض تحتاج لجرعة 10- 20 ملغ في اليوم، والبلاكوينيل يساعد أيضاً التهاب المفاصل وآلام المفاصل، وفي كثير من الأحيان في هذا المرض لا تستجيب آلام المفاصل، ومن ناحية أخرى فيجب تناول فيتامين (د 1000 IU) واحدة كل يوم، والكالسيوم (500 ملغ) مرتين في اليوم، لمنع حصول هشاشة العظام بسبب الكورتيزون.

بفضل الله أنه لا يوجد أي التهاب في الكلية، وهذا فضل كبير من الله، وكذلك لا يوجد أي مشكلة في الأعضاء الأخرى، وإن لم يكن هناك أي تكسر في الدم أو نقص في الصفائح، فإنك قد لا تحتاجين للاميوران.

وبالنسبة للولادة: قد يحتاج بعض المرضى لزيادة الجرعة؛ لأن نشاط المرض قد يزيد بعد الولادة، ويمكن إعطاء الكورتيزون في الرضاعة، ويفضل أن تؤخر الأم الرضاعة إلى ما بعد 4 ساعات من جرعة الكورتيزون، وطبعا تحتاجين للمتابعة، وبشكل مستمر مع الطبيب المعالج.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية أغاريد الفكي

    أتمنى لي ولكي الشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً