الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعالج الزيروكسات الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متزوج ولدي طفل, وشخصيتي نوعا ما قوية, وأثق في نفسي وبقدراتي, طموح, وموظف بوظيفة ممتازة, وأطمح في إكمال الدراسات العليا.

لدي رهاب اجتماعي واكتئاب, عندما أستيقظ من النوم, ولاحظت ظهور أعراض الخوف والارتباك عند مقابلة الآخرين, وعند الحديث معهم إذا كانوا مجموعات, ولاحظت ظهور المشكلة في عمر 20 سنة, ويأتيني الخوف عندما يوجه لي أحد النقد أمام الآخرين، حياتي طبيعية مع زملائي, وفي العمل, ولكن أخشى وأخاف, وتتسارع نبضات قلبي عندما أسمع بأن هناك اجتماعاً في العمل.

بدأت العلاج قبل سنتين, ذهبت إلى دكتور, فوصف لي (سبيرالكس) 10, ومن ثم 20, مع حبوب (انكور) وحبوب (لاريكا) عند المواجهات وتحسنت، ومن ثم أوقفت العلاج تدريجياً حسب كلام الدكتور، ومع اهتمامي بالعلاج السلوكي بالمواجهة والإكثار منها.

بعد ستة أشهر من ترك العلاج شعرت بالخوف والملل نوعاً ما, فقرأت في الإنترنت عند الاستشارات وبالذات في موقعكم القيم, عن دواء اسمه (زيروكسات 12) وبدأت أستخدمه منذ 3 أيام، أريد وصف علاج صحيح لحالتي، وكيف أستخدم العلاج؟ خصوصاً وأنا لا أريد الذهاب إلى الدكتور، نظراً للتكاليف العالية, وهل الزيروكسات مفعوله جيد؟ خصوصاً وأن أغلب من يشعر بالرهاب يستخدمه, وأيضاً ما العلاج السلوكي المناسب لحالتي؟

ولكم مني أطيب تحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أرى أن نقطة الارتكاز الأساسية في علاجك هي ما ذكرته عن نفسك من مميزات إيجابية، هذه يجب أن تستغلها استغلالاً إيجابيًا، فأنت -الحمد لله تعالى- شاب متزوج، ولديك طفل، وشخصيتك قوية، وتثق في نفسك ومقدراتك، وظروفك الاجتماعية والمالية ممتازة بفضل الله تعالى.

هذا لا بد أن يبني فيك قناعات بأن تُدرك ذاتك بصورة أفضل، لأن الوعي بالذات وإدراكها يجعل الإنسان لا يهتز أبدًا في المواقف الاجتماعية.

الأمر الآخر هو: يجب ألا تراقب أداءك، أنا أعتقد أنك تعاني أيضًا مما يمكن أن نسميه بالقلق التوقعي، يعني أنت تسبق الأمور من الناحية التفكيرية، تأتيك بعض المخاوف والأسئلة الافتراضية التي تطرحها على نفسك مما يجعلك تحس بشيء من عدم الارتياح في المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة.

الأمر الآخر: ما تحس به من تفاعلات فسيولوجية كتسارع في ضربات القلب أو شعور بأنك تتلعثم، هذا الشعور مبالغ فيه، أنا أؤكد لك ذلك، كما أنه شعور خاص بك أنت، لا أحد يطلع عليه، وأؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة أبدًا على الموقف.

أخِي الكريم: عليك بالتواصل الاجتماعي، لا تتجنب أبدًا، أكثر من الزيارات، شارك الناس في مناسباتهم، مارس الرياضة الجماعية، احرص على صلاة الجماعة، وأعجبني كثيرًا أنك تود إكمال دراستك العليا، سر على هذا الطريق، لأن هذا يعني المزيد من الاحتكاك والتواصل الاجتماعي، وهذا -إن شاء الله تعالى– يزيل عنك الرغبة.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا تفيد، وأنا أعتبرها مكملة لما ذكرته لك من إرشاد سلوكي، الزيروكسات من الأدوية الممتازة، وأعتقد أنك تحتاج له بجرعة صغيرة جدًّا، وهي: 12.5 مليجراما يوميًا، لا أعتقد أنك تحتاج لأكبر من هذه الجرعة، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها 12.5 يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم 12.5 كل ثلاثة أيام مرة واحدة لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيضًا أنصحك بتناول عقار (إندرال) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) تناوله بجرعة عشرة مليجراما يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، ميزة الإندرال أنه يدعم فعالية الزيروكسات وذلك من خلال التحكم في الأعراض الفسيولوجية والنفسوجسدية.

أخِي الكريم: تمارين الاسترخاء على وجه الخصوص وُجد أنها مفيدة جدًّا، ولا يكون العلاج السلوكي فعّالاً بدون تمارين الاسترخاء، فاحرص على تطبيقها، وللتدرب عليها يمكنك أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) وسوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى– ما يفيدك من توجيهات، أسأل الله أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً