الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول الأدوية النفسية تؤثر على القدرة الجنسية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 سنة, أعزب, ولدي استفسار.

مشكلتي الأساسية أن وجهي وأذني يحمران في مواقف كثيرة جدا من الخجل, فقررت أن أستعمل دواء مودابكس50, وقد قرأت عنه أنه يسبب ضعفا جنسيا, وضعف الانتصاب, وضعف الرغبة الجنسية.

لكن تجاهلت الأمر, وعند البدء في تناوله؛ تناولت نصف حبة في اليوم الأول, ونصف حبة في اليوم التالي ليلا بعد الأكل, وبالنسبة للأعراض الجانبية فهي قليلة, ولا تسبب أي مشاكل, إلا مشكلة واحدة, أصبح الانتصاب عندي ضعيفا, بنسبة قليلة عن ذي قبل.

وأحسست أن قضيبي شبه مخدر, أي أني لا أحس به مثل السابق, ولكنه فعلا يقوم بتأخير القذف, وهو شيء جيد, ولكن لم أحس بمتعة أثناء ممارسة العادة السرية مثل السابق, والمشكلة أنه عند القذف لا أحس بأي متعة تقريبا, وهذا ما جعلني أخاف من الدواء, ولكني أريد أن أحل مشكلة احمرار الوجه والخجل.

هل أستمر على الدواء؟ وهل الأعراض الجانبية ستزول نهائيا بمجرد التوقف عن الدواء, وخصوصا الرغبة الجنسية من حيث قوة الانتصاب, والرغبة, والمتعة عند القذف؟ أم ستزول نهائيا, وأعود لطبيعتي الجنسية الكاملة مثل السابق؟

علما أني لا أريد مستقبلا الاعتماد على الأدوية التي تزيد الانتصاب, أو القوة الجنسية, أريد أن أكون طبيعيا.

آسف على كثرة استشاراتي المكررة.

أرجو أن تفيدوني بالله عليكم؛ لأني أثق في هذا الموقع ثقة كبيرة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود جاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت جسدت الأعراض أو الخوف من الأعراض التي قد تنشأ من تناول الدواء مثل الموادبكس، خاصة الأعراض الجنسية، وهذا التمركز، وهذا التفكير والوسوسة، وهذه اليقظة، والانتباه الغير ضروري حول الأداء الجنسي هو الذي جعلك تستشعر بما ذكرته.

من الأعراض الغريبة أنك ذكرتك أن قضيبك أصبح شبه مخدر، هذا لم نسمعه أبداً، ولا علاقة له بهذا الدواء، إنما هو تأثر بالإيحاء النفسي الذي وقع عليك، لأنك مسبقا كان اهتمامك أكثر بالآثار التي تحدث من هذا الدواء ولم تكن تفكر في فعاليته.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو عدم الانتباه تماما لهذا الموضوع -موضوع الأداء الجنسي- أسأل الله أن ييسر لك الزوجة الصالحة.

أنا أعلم أن الأداء الجنسي السليم يكون في نطاق الحلال، وفي نطاق الزوجية في الستر والآمان الكامل والمودة والمحبة، هذه الممارسات كالعادة الجنسية، أو الخيالات الجنسية هذه أمور لا ينبغي للإنسان أن يحكم على قوته من خلالها، وهي مخجلة، أنت طبيعي، وليس هناك ما يسبب لك العجز الجنسي، وأرجو أن تنزع عن تفكيرك هذه الوساوس والمخاوف، واشغل نفسك بما هو أجدى وأنفع لك، والتمركز والتفكير حول هذه الأشياء أضراره كبيرة جدا.

فكر واشغل نفسك بالعلم والدين والحياة وتطوير نفسك، ففكر أن تعيش حياتك سعيدا، وبر والديك، وكن نافعا لنفسك ولغيرك، وهذا سيخرجك تماما من هذه العلة التي أنت فيها، وكذلك سيخرجك من الرهاب والخوف الاجتماعي.

الذي أنصحك به ألا تستعمل الدواء، فلا داعي له، واحمرار الوجه هو عرض فيزيلوجي قد يحدث، ولكن ليس بالشدة التي ذكرتها، تجاهله وسوف يختفي تماما، وطبق تمارين الاسترخاء ففائدتها كبيرة.

المودابكس لا داعي له أبدا، ولكن يمكنك أن تستعمل عقار الاندرال فلا علاقة له بالأمور الجنسية أبداً، استعمله بجرعة 10 مليجراما يوميا لأسبوعين، ثم توقف عنه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً