الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلتين مرتبطتين، القلق وحب الشباب المستمر منذ 8 سنوات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود أن أشكر كافة العاملين على هذا الموقع، وأن يحفظهم الله بحفظه ويرعاهم.

أولا: وجهي، أعاني من الحبوب فيه منذ 8 سنوات، وحصلت بعد زواجي، ذهبت إلى الطبيبة قبل 3 سنوات، وشخصتها بحب شباب، الآن عمري 27 عاما، وما زالت فترات تخف وفترات تزيد، والحبوب تكون كبيرة وحمراء ولا يكون فيها رأس، ولا تذهب بسرعة ويبقى أثرها لا يزول، احمرار في الوجه قرابة ثلاثة أشهر أو أكثر، ومنذ سنة بدأت تظهر تجاعيد تحت عيني، لكن الآن بدأت تظهر أكثر، وبعض النقاط البنية الصغيرة تحت عيني، مع العلم أن بشرتي ليست دهنية، بل عادية مائلة إلى الجفاف.

مشكلتي الثانية: القلق الدائم، أعاني من القلق والخوف الدائم من أقل وأتفه الأسباب، ويأتيني بشكل ألم وخوف في البطن، وأحيانا يصعد إلى قلبي فتتسارع دقات قلبي، لكن الآن بدأ يصبح عندي ألم بين صدري على جهة اليسار، وتحت ثديي الأيسر، حتى ضغطي أحيانا يرتفع، ذهبت إلى طبيب الباطنية، وذكر أن الضغط وقلبي سليم، ولا أحتاج إلى أي تخطيط قلب، فقط أهدئ نفسي، وبسبب هذه الحالة القولون بدأ يتعبني، ودائما أعاني من الغازات، وأصبحت عصبية جدا، حتى أنه أثر على أطفالي جدا بسبب تصرفي معهم.

أفيدوني من أجل أطفالي، وإذا كان هنالك دواء أهم شيء ليس به آثار جانبية، وإن تركته لا أنتكس، فالكثير من الأدوية النفسية عند تركها تصبح حالة المريض أسوأ.

أشكركم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض لفترات طويلة، وربما سنوات عديدة، ويختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها- من شخص لآخر، وكذلك تختلف شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر والأكتاف والصدر؟ ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة، وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثاراً أو ندباً؟

العلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه الأساس التخلص من الأعراض، والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية العلاج الفعال تكمن في المحافظة على الوجه من آثار حب الشباب المتعددة، من ندب، واختلاف في الصبغيات وغيرها.

وأتصور من خلال استشارتك أن المشكلة -والحمد لله- محددة بالوجه، وفي صورة حبوب ملتهبة وأنصحك باستخدام غسول Clenance or Normderm مرتين يومياً، مرة صباحاً ومرة مساء، وبعد غسل الوجه في الصباح، لا بد من استخدام واق من الشمس مناسب لنوع بشرتك، بمعامل وقاية على الأقل 30، مثل Anthelios gel-cream 50+، وإذا كان هناك حبوب ملتهبة في الوقت الحالي، يمكنك استعمال Zineryt lotion مرتين يومياً لمدة شهر، وتوجد علاجات أخرى موضعية كثيرة، أو تتناول عن طريق الفم، ويكون وصفها حسب تقييم الطبيب المعالج، وبعد شرح المحاذير والمعلومات الخاصة بكل عقار.

أما بالنسبة لمشكلة التجاعيد حول العين، فقد توجد مشكلات وأمراض لا بد من التعرف عليها، والتي من الممكن أن تؤدي إلى ظهور تلك الخطوط أو التجاعيد، و كذلك الهالات السوداء حول العين، حتى نستطيع أن نعالج المشكلة بصورة فعالة، ومن أهم هذه الأسباب:

• الإصابة بالأكزيما التابية.
• التحسس المتكرر حول العين والحكة.
• الاحتقان المتكرر للجيوب الأنفية، وهو من الأسباب المهمة لأن الاحتقان في الجيوب الأنفية يقلل من رجوع الدم من خلال الأوردة.
• ضعف قوة الإبصار وإجهاد العضلات المحيطة بالعين.
• الإجهاد البدني والنفسي، وعدم أخذ قسط كاف من النوم، والتدخين والتعرض المستمر للشمس.
• العامل الوراثي بالنسبة للهالات السوداء.

بالنسبة للعلاج، فلا بد أولا من علاج أي من المشكلات المذكورة سابقا إن وجدت، وثانيا الاهتمام بالصحة العامة والتغذية السليمة، وبالأخص الخضروات والفاكهة الطازجة الغنية بفيتامين (ك) و(ج)، والتي تقوي جدران الأوعية الدموية، وشرب كمية كافية من الماء يوميا، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم، ولبس نظارة شمسية كبيرة نسبيا، واستخدام كريمات الوقاية من الشمس، وترطيب الجلد في هذه الأماكن باستمرار، وكذلك عمل فحص شامل للتأكد من خلوك من أي أمراض مزمنة أو مناعية أو أنيميا وغيرها، وتدارك وعلاج أي منها إن وجد –لا قدر الله-، وفي حالتك تحديدا أنصح بتجنب التوتر والقلق وأخذ قسط وافر من النوم ليلا، بالإضافة للنصائح السابق ذكرها، وأترك النصائح والأساليب العلاجية المتعلقة بذلك لمستشار الأمراض النفسية.

وبالإضافة إلى ذلك يوجد الكثير من الكريمات التي تعالج التجاعيد والخطوط مثل eluage eye cream or correxion eye cream ROC، ويمكن استعمال أحد هذه المستحضرات المذكورة مرة واحدة مساء، يوميا لمدة من شهر إلى ثلاثة أشهر.

وأخيرا بالنسبة للبقع البنية الصغيرة، فربما تكون نوعا من أنواع الزوائد الجلدية السطحية الصغيرة، ويحتاج الأمر إلى زيارة طبيب الأمراض الجلدية لتقييم الحالة إكلينيكيا للتأكد من التشخيص، لوجود بعض الأمراض أو المشكلات الجلدية التي قد تتشابه، ومن ثم يشرح لك العلاج المناسب –إن شاء الله-.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد علام، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.


أتفق معك أن الجانب النفسي موجود في حالتك، فمن الواضح أن شخصيتك حساسة، وذات طابع فيه ميول نحو القلق، وهذا أدى لما يمكن أن نسميه بالاكتئاب القلقي البسيط، والأعراض الجسدية التي تحدثت عنها هي جزء من هذه الحالة القلقية الاكتئابية البسيطة، وحتى موضوع الحبوب الموجودة في الوجه لا أقول أن سببها هي حالة نفسية، لكن قطعًا الحالة النفسية ساهمت في زيادتها وعدم برئها والشفاء منها.

الأمر الذي نفضله في حالتك هو أن تذهبي إلى طبيب نفسي، لكن إن كان هذا ليس سهلاً، فأقول لك يمكن أن تعالجي نفسك بنفسك وذلك من خلال التفكير الإيجابي، وأن تحقري الفكر السلبي، وأن تنظري للحياة بإيجابية، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وعليك ألا تحتقني –أي احتقان النفس- وهذا يتم من خلال التعبير عن الذات، واجتهدي في الإشراف على بيتك وزوجك وأولادك، وأن تنظمي وقتك، وعليك -أيتها الفاضلة الكريمة- أيضًا بلحظات من الصفاء والخلوة مع نفسك عند الصلاة، عند الذكر، عند الدعاء، عند تلاوة القرآن، هنا حين يعيش الإنسان مع نفسه هذه اللحظات الطيبة الجميلة تعطيه شعورًا بالطمأنينة، ومن يُجرب الطمأنينة يستطيع أن يتحكم في قلقه ومشاعره السلبية.

بالنسبة للعلاج الدوائي أراه مهمًّا، -وإن شاء الله تعالى- يكون فعّالاً في حالتك، وأنا أؤكد لك أن الأدوية التي نصفها هنا هي أدوية سليمة وليست إدمانية أو تعودية، وليست لها أي آثار جانبية خطيرة.

من الأدوية التي أراها ستفيدك وتفيدك كثيرًا عقار (زيروكسات) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، أن تبدئي بنصف حبة –أي عشرة مليجرام– تتناولينها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة –أي عشرين مليجرامًا– تناوليها ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الجرعة اليومية العلاجية الكاملة للزيروكسات يمكن أن تكون حتى ستين مليجرامًا في اليوم –أي ثلاث حبات–، لكن لا أعتقد أنك في حاجة أبدًا لهذه الجرعة. هذا الدواء سليم -إن شاء الله تعالى–، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وهنالك أدوية أخرى كثيرة، لكنه قد يكون الأسهل لحالتك.

ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة أيضًا فيها خير كثير لك، والنوم المبكر، والتنظيم الغذائي أيضًا من المتطلبات التي نراها مفيدة للناس.

لا تترددي كثيرًا على الأطباء، يمكنك أن تذهبي مرة واحدة لطبيب الأسرة أو الطبيب الباطني لإجراء الفحوصات العامة، وهذا يتم مرة أو مرتين في السنة وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر nassim

    السلام عليكم

    اود ان اشكركم على هذا الشرح المميز وبارك الله فيكم

    وشكراا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً