الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجهي يتلون من خجلي الشديد، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، عمري 20 سنة، أعاني من الخجل أمام أهل زوجي جدا، لدرجة أن وجهي يتلون بعدة ألوان من الخجل عندما يكلمني أحد منهم، أو حتى بدون سبب، لقد أصبحت أفكر في وجهي يتلون، فصرت أتجنب الكلام حتى أخرج من ذلك المأزق، وبسبب ذلك أصبحت كثيرة التردد على المرآة لكي أتأكد من عدم تغير لون وجهي، كما وأصبحت أتعمد الجلوس أمام جهاز التكييف وأجلس أمامه على الرغم من برودة جسمي، حتى لا يلاحظوا إحراجي.

لقد تعبت كثيرا من حالتي هذه، فقد أصبحت أستحي من الجلوس معهم، وأشعر بأنه لا داعي لوجودي بينهم، على الرغم من أنهن بنات عمي، ولكن هذا الخجل الزائد لم ألحظه كثيرا إلا بعد حملي.

أتمنى أن أتخلص من هذا الخجل، وأن أصبح إنسانة عادية، فقد زاد الأمر لدرجة أني أصبحت أستحيي ليس من الناس فحسب بل من أخواتي أيضا!

نفسيتي متعبة، فأنا أشعر بأنه من شدة ملاحظة من حولي لتصرفاتي بأنني أصبحت محور حديثهم، فيدق قلبي بشدة، وترتجف يدي، ويصبح تفكيري سلبيا.

مع العلم أني إنسانة اجتماعية وأحب الجلوس مع الناس، فهل هناك حل لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة 1 1 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من وجهة نظري الموضوع بدأ كنوع من الخجل والحياء العام والاحترام والتقدير لأهل زوجك، ولكن هذا زاد عن الحد وتحول إلى شيء من المخاوف والوساوس حيال تغير لون وجهك.

أعتقد أن الأمر كله يتعلق بتخوفات من جانبك لا مبرر لها، فالذي يظهر لي أنك قد وضعت حواجز نفسية ما بينك وبين أهل زوجك، فيجب أن تأخذي الأمور ببساطة أكثر، ولا تراقبي نفسك.

هذا الموضوع الذي تحدثت عنه وهو تلون الوجه وتغيره أعتقد أن فيه مبالغة كبيرة جدًّا، أنا أقدر مشاعرك وأصدق كل ما ذكرته، ولكن وددت أن أنبهك أن الإنسان حين يكون قلقًا ومتوترًا حول أمر معين؛ فإنه يشعر ببعض الأعراض بصورة مبالغ فيها، ومتضخمة، وأكبر من حقيقتها.

كوني إيجابية مع أهل زوجك، كوني متفاعلة، احترمي كبيرهم، وقدري صغيرهم، وصادقي بناتهم، وكوني متفاعلة، لا بد أن تزيلي هذه العوائق، والحمل يجب أن يكون دائمًا داعمًا لعلاقتك معهم، لأنهم جميعًا متشوقون لأن تُكملي حملك بالسلامة ويأتي المولود ويفرح به الجميع، أعتقد أنك محتاجة لأن تغيري طريقة تفكيرك وليس أكثر من ذلك.

هنالك عرض استوقفني، وهو ما حدث لك أنه أصبح يأتيك إحساس بأن الكل يتحدث عنك، هذا أحد الأعراض الظنانية أو الشكوكية الشائعة جدًّا، وغالبًا لا نشاهده مع القلق الشديد، ولكن ظهور مثل هذا العرض -إذا كان مزعجًا لك- أعتقد أن الحل الوحيد هو أن تتحدثي مع زوجك الكريم، وتقولي له بأنك قلقة نفسيًا وغير مرتاحة، وأصبحت تأتيك بعض الشكوك، وأنك تريدين أن تقابلي الطبيب النفسي.

ليس من الضروري أن تدخلي مع زوجك الكريم في تفاصيل قد تُزعجه حيال مشاعرك حول أهله، ولكن تكلمي في العموميات، وأنا متأكد أن زوجك سوف يوافقك على الذهاب إلى الطبيب، لأن عدم شعورك بالأمان والاطمئنان والإحساس بأن الكل يتكلم عنك، هذا عرض مهم جدًّا، والطبيب النفسي سوف يقوم بالمزيد من الاستقصاء والاستفسار منك، ومن ثم يضع العلاج المناسب، وقطعًا من جانبنا لا نستطيع أن نصف لك أي دواء، حيث إن التشخيص يحتاج إلى مراجعة، وفي ذات الوقت أنت حامل الآن، ويعرف أن هناك تحوطات كثيرة حول تناول الأدوية في أثناء الحمل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية سبحان الله

    اختي العزيزه كنك تتكلمين عن حالتي بالضبط مثلما تعانين انا اعاني نفسك
    الله يشفيك ويشفيني مع العلم كنت انسانه طبيعه قبل ادخل حياتهم واخذ ولدهم لكن مااقول الا حسبي الله على اللي ظلمني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً