الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخالف أهلي وأعالج مشكلة ظهري، أم أطيعهما في عدم العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 23 سنة، غير متزوجة، أعمل مدرسة، تعرضت لتوعك صحي في عضلات الظهر وبحاجة للعلاج، ووالداي يرفضان علاجي، بحجة أن هذا ليس مرضا، ولا يحتاج لعلاج، وهذا لخوفهم من كلام الناس، مع أن الأطباء يقولون بضرورة العلاج، وخاصة قبل الزواج، فهل أخالفهما، وأكمل العلاج، وأخرج بدون موافقتهما؟ حيث أني صبرت عليهما، وإذا صبرت أكثر سيهلك جسدي، ولا أستطيع تحمل الألم أكثر من ذلك.

أفيدوني جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لآلام الظهر فقد تكون من العضلات في 90-95 % من الحالات، إلا أن هذه عادة ما تتحسن خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع بالمسكنات، ووضع الكمادات الساخنة على الظهر، إلا أنها قد تكون بسبب نقص فيتامين دال، أو تكون بسبب التهاب في مفاصل العمود الفقري، أو بسبب ديسك، أو أي تغيرات في الفقرات، وكل ذلك يستطيع الطبيب أن يقدرها، وإن لزم أجرى تصويرا للظهر، وإن لزم أجرى تحليلا وصورا خاصة بالرنين المغناطيسي.

والمريض بنفسه أو أهله قد لا يقدرون الأمور، ولا يستطيعون الحكم في هذه الأمور، خاصة وأن الألم استمر لأكثر من أسبوعين، ولم يكن هناك أسباب واضحة لآلام الظهر، وأحيانا تكون آلام الظهر أول الأعراض لبعض الأمراض الخطيرة، وأنا لا أريد أن أخيفك، إلا أنني أرى بأن هناك حاجة لعرض نفسك على الطبيب، خاصة وأن الألم لم يختفي خلال أسبوعين إلى ثلاث بالمسكنات والأدوية البسيطة المتوفرة، وقمت بالإجراءات التي تخفف من آلام الظهر الحادة، مثل:

- النوم على الجنب مع ثني الركب.
- ووضع مخدة بين الركب.
- تجنب الجلوس الطويل، ووضع مخدة صغيرة وراء ظهرك.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة.

ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

وأترك الرد على الجانب الشرعي للمستشار الشرعي.
_______________________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة ... استشاري أول - باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي ... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية، ونحن ننصحك -ابنتنا الكريمةَ- بمحاولة إقناع الوالدين، وبيان ما تعانينه من آلام، وأن الله عز وجل شرع الدواء وليس في ذلك ما يُعاب به الإنسان، فإن الله تعالى ما أنزل داءً إلا أنزل له الدواء، علمه من علمه وجهله من جهله، وقد شرع لنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- التداوي فقال: (تداووا عباد الله).

فأحسني إقناعهما بالرفق واللين، واستعيني بكل من له تأثير عليهما، فإذا أصرَّا على منعهما لك من ذلك، فيجوز لك أن تخالفي أمرهما، ولكن ينبغي أن تُجاهري بالمخالفة، فحاولي أن تتداوي مع عدم علمهما، ولو فُرض أنهما علما بذلك فإنك لا تأثمين، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وتحمل الآلام ليس من المعروف.

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً