الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أغير شخصيتي العاطفية إلى عقلانية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

مشكلتي أنني دائماً أتهور، وأتبع قلبي قبل عقلي، وأندم وأتحسر بعدها، دائما أخطأ بالقرارات، خسرت الكثير من الناس بسبب هذا الشيء، وأندم طوال الوقت، فهل أقدر أن أغير هذه العادة؟ ودائما يقولون أن شخصيتي صعبة، أو لا أحد يحب شخصيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دارين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كنا نتمنى لو ذكرت لنا عمرك، لأن هذه المواضيع المتعلقة بالشخصية والسلوك ونمط الحياة، وإمكانية تغيير هذه الأمور تتعلق ولحدّ كبير بعمر الإنسان وتجارب حياته، وإن كنت أعتقد مما ورد في سؤالك أنك ما زلت في مرحلة المراهقة أو الشباب، مما يمكن أن يسهل عليك إمكانية التغيير.

وعلى كل حال: هل يمكن للإنسان أن يغّير عموما من أسلوب ردود أفعاله وتصرفاته؟ والجواب: طبعا نعم، فليس هناك شيء مستحيل في تغيير السلوك، وبشرط واحد أساسي: أن يكون الإنسان عازما على هذا التغيير، وهناك تعريف بسيط للشخصية يعجبني، ويساعد الكثيرين على التغيير، وهو أن الشخصية عبارة عن عادات تعوّد عليها الإنسان، فهذا يعين أنه بتغيير هذه العادات يمكنه تغيير الشخصية.

حاولي مع أول موضوع يعترضك مجددا بحيث تحتاجين لاتخاذ قرار فيه، حاولي أن تدرسيه من كل جوانبه، وببساطة، ولا يحتاج الأمر للعمق والمبالغة، ومن ثم قرري ما تشائين في طريقة التصرف مع هذا الموقف، وسترين شيئا فشيئا ارتياحا أكبر لمثل هذه المواقف وهذه القرارات، ولا بأس أن تستشيري من تثقين به ممن حولك، فكلنا يحتاج أن يستشير بين الحين والآخر، وكما يقال: "ما خاب من استشار".

أرجو أن تغيّري الفكرة المتأصلة عندك من أنك دائمة الغلط والخطأ والندم، فهل الأمر هو حقيقة بهذه الطريقة؟ أنا شخصيا لا أعتقد هذا، والغالب أنه عندما يلاحظ الإنسان خطئاً موجوداً عنده، يشعر أن هذا الخطأ يسيطر على مجمل حياته، فمثلا قررت الكتابة إلينا، فكتبت، وبشكل جيد ومعبّر عن مشكلتك، ووصلك الجواب، وها أنت تقرئين الجواب، وتحاولين العمل على اتباع ما فيه من توجيهات.

ولتنجحي في الحياة لا بد من حسن الظن بنفسك، وبأن تتوقعي النجاح، فالإنسان يحقق ما يتوقعه، والرسول الكريم –عليه الصلاة السلام- يقول لنا: (أنا عند ظن عبدي بي).

وفقك الله، ويسّر لك الأمور، وجعلك من الناجحات المتفوقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب mustapha

    شكرا جزيلا

  • اليمن انغام

    شكرا ليك
    ربي يوفأك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً