الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات في النوم ولا أستمتع به، فما سبب ذلك؟

السؤال

أعاني من اضطراب في النوم, خاصة في الليل, حيث إني أستغرق وقتا طويلا، يقدر بـ 3 ساعات أو أكثر، ثم أنام أقل من نصف ساعة، ثم أصحو، وهكذا طوال الليل، ولا يمكن أن أنام دون أحلام، لكنها ليست مزعجة, وغالبا ما تكون عادية.

أما في النهار فأنام قرابة نصف ساعة، وإذ لم أنم في النهار يصعب النوم في الليل.

ذهب إلى طبيب فوصف لي حبوب (سبرالكس) لمدة شهرين, وقد تحسنت كثيرا عليها, ولكن عادت لي الحالة بعد تركها بثلاثة أشهر، فهل أعود إليها فترة أطول أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن عدم النوم يسبب إجهادا وإنهاكا جسديا ونفسيا، ويجعل الإنسان في مزاج غير طيب، واضطرابات النوم نواجهها من خلال أن نعرف الأسباب، إذا كانت هناك أسباب يجب أن نزيلها، وإن لم تكن هنالك أسباب يجب أن نعود أنفسنا على عادات النوم الحسنة.

فيا أخِي الكريم: من أكبر أسباب عدم النوم والاستمتاع به هو القلق النفسي والاكتئاب النفسي، هذا من حيث السببية، وحتى الآلام الجسدية قد تكون سببًا، ووضعية النوم أيضًا، والمحيط الذي ينام فيه الإنسان، هذا أيضًا يعتبر مهمًّا جدًّا، وأذكار النوم لها أهمية عظيمة في الاستمتاع بالنوم، لكن للأسف لا نستشعر هذه الأهمية، ومن يقولها فقد أفلح، ولكن يجب أن نقولها بيقين وقناعة وتدبر وتأمل.

أخِي الكريم: أنت استجبت لأحد مضادات الاكتئاب الممتازة وهو السبرالكس، هذا يجعلني أرى أنك ربما تكون تعاني من درجة بسيطة من القلق أو الاكتئاب النفسي، وهي في عمرك شائعة جدًّا.

الذي أراه هو أن تبدأ باتخاذ الخطوات التي تحسن صحتك النومية، وهي:

أولاً: يجب أن تمارس الرياضة، وتعطيها أهمية خاصة جدًّا.

ثانيًا: تجنب الطعام الدسم في أثناء الليل، ويجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة ومبكرة.

ثالثًا: ثبت وقت النوم.

رابعًا: عليك بأن تقوم بتمارين التنفس التدرجي، والتي تتمثل في أن تأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم تمسك الهواء في صدرك، ثم تخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرر هذا التمرين خمس مرات متوالية خاصة قبل النوم، وأنت في وضع استرخائي على السرير.

خامسًا: كما ذكرنا أذكار النوم لها أهمية عظيمة، حاول أن تكون في راحة بال قبل النوم، ويفضل أن تجلس على الكرسي مثلاً حتى تشعر بأن النوم بدأ الدخول عليك، وهنا تذهب إلى السرير.

سادسًا: تجنب شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا في فترات المساء، يعتبر أمرًا ضروريًا، لأن الكافيين كثيرًا ما يؤدي إلى اضطراب النوم.

سابعًا: النوم في أثناء النهار في مثل عمرك لا مانع أن يكون في حدود نصف ساعة.

من ناحية العلاجات الدوائية: ما دمت قد استفدت من السبرالكس فلا مانع أن تواصل في تناوله، وهذه المرة يجب أن تمتد مدة العلاج لمدة ستة أشهر، ويمكنك أن تشاور طبيبك في ذلك.

وهنالك دواء ربما يكون أفضل من السبرالكس، لكن ما دام قد اختاره لك الطبيب فهو الأفضل، الدواء الآخر يعرف باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) وجرعته المطلوبة هي نصف حبة –أي خمسة عشر مليجرامًا– يتم تناولها ساعتين قبل النوم، هو مضاد للاكتئاب والقلق، ومحسن للمزاج، ويساعد في النوم كثيرًا، ولا يسبب أي نوم من الإدمان والتعود، وكذلك السبرالكس دواء سليم ولا يسبب الإدمان والتعود.

إذًا أمامك خيارات جيدة، فاختر ما تراه منها بعد التشاور مع طبيبك، ومن ناحيتي أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عبدالله

    جزاك الله خير

  • مجهول Dalal mohmad

    الله المستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً