الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما شعرت بخوف أو قلق يصيبني تنميل، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم...

إلى الدكتور محمد عبد العليم حفظك الله ورعاك.

أنا بطبعي شخصية قلقة وعصبية، عانيت لفترة من وسواس العقيدة، ولكنه أصبح خفيفاً، وتحت السيطرة، في الفترة الأخيرة عانيت من هموم شديدة، مرضت ابنتي بمرض مزمن، ومن شدة الخوف، أحسست بتنميل شديد وحللت خوفاً من الإصابة بنفس المرض، اعتقدت أنني أصبت به، وعندما طلعت النتيجة سليمة، ذهبت كل الأعراض.

لكن قبل فترة ثلاثة أشهر أصيب قريبي بمرض مزمن، ومن حزني وخوفي أصابني تنميل في الكفين والقدمين، وكأنه ماس كهربائي، وعيني أصبحت ترف، وعندما أنام أستيقظ مفزوعة، استمر أسبوعاً، ثم اختفت كل الأعراض ثم عادت، فوسوست أنني مصابة بمرض خطير، واشتدت الأعراض، جاءني تنميل في الرأس وأصبحت أراقب يدي هل ترتعشان، مع أنها كانت سليمة، وأصبحت ترتعشان الآن وتزداد عند التوتر.

راجعت طبيب العظام وطبيب الباطنية، قام بعمل تحاليل من ضمنها الغدة الدرقية، وكانت سليمة، وتحليل فتامين دال وكان فيه نقص شديد، وذهبت لطبيب عيون وكانت النتيجة سليمة، وإلى طبيبين أعصاب، وعملت رنين مغناطيسي، كانت سليمة، وواحد منهم صرف لي (سبرالكس) والآخر صرف لي (برستيك)، ولكنني لم استخدمها، لكنني الآن دائمة التفكير بأنني مصابة بمرض عضال، ولا أحب أن أسمع اسم المرض، وأصبح كل تفكيري في المرض الذي قال لي الأطباء بأنني -ولله- سليمة منه.

تعبت من إحساس مزعج في رجلي وألم ورعشة بيدي، وألم في عيني، وبعض الأحيان رجفه في العين، تعابير وجهي طبيعية جداً وشدة أعصاب وجهي طبيعية، لكن إذا شدتها شد خفيف تصبح هناك رجفه في الوجنتين، وبعض الأوقات أشعر أن لساني يرتعش أو ينمل، وقبل فترة أتاني خبر أزعجني بشدة وأصبحت أرى الأشياء تهتز وزال -الحمد لله-.

هل أنا سليمة؟ وإذا كنت أحتاج لعلاج لا أريد علاجاً يؤثر على هرموناتي لأنني أعاني من تأخر الحمل، وهذا يسبب لي قلقاً شديداً، وأفكر أنني من المستحيل أن أحمل مرة أخرى، وأصبح تفكيري تشاؤمي بشدة، كيف أزيل الأعراض الجسدية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت كما تفضلت وذكرت أنك شخصية قلقة، وأنا أضيف إلى ذلك أنك حساسة، والشخصية الحساسة القلقة كثيراً ما تكون عرضة للعصبية، وكذلك للوساوس القهرية، وامتدت عندك الحالة، وأصبحت تعانين من شيء من المخاوف المرضية، إذن حالتك واضحة وليست من الحالات الصعبة، ويمكن أن نسميها بقلق المخاوف الوسواسي.

هذه الحالات تعالج وكل المطلوب منك، هو أن تواجهي هذه الأمر بحزم وعزم، والحزم والعزم مطلوب بأن لا تترددي على الأطباء، بل يكون لك قرار صحيح، وفي هذا السياق، فالتردد على الأطباء يزيد من التوهمات المرضية، ودائما ننصح الناس بأن يكون لهم طبيب، (طبيب الأسرة مثلا) يذهبون مرة واحدة كل ستة أشهر للفحوصات الدورية.

الأمر الثاني: الحياة الصحية وممارسة الرياضة وترتيب الغذاء، والنوم المبكر، وتحسين إدارة الوقت، وتحسين أمور العبادة، وتطوير النفس مهنيا وعلميا ومعرفيا، هذه الأمور إذا وصل الإنسان فيها إلى قناعات، وطبقها قطعا لن تكون هنالك مساحة في كيانه للأعراض النفسية، خاصة القلق والتوترات والوساوس.

أيضا يجب أن تواجهي هذه الوساوس وتحقريه، ويتم تجاهلها بصورة تامة، ويجب أن تأخذي ما نصحتك به -أيتها الفاضلة الكريمة-، وتغيري تفكيرك التشاؤمي وأنك من المستحيل أن تعيشي حياة أفضل من ذلك، فالدنيا بخير وستظلين بخير.

لا شك أن عقار (سبرالكس) مفيد، ولا تضيعي الفرصة للاستفادة منه، وأرجو أن تستكملي تناوله كما نصحك الطبيب، وأن تكملي مدة العلاج؛ لأن التدخل العلاجي المبكر مع الالتزام بالجرعة هو القانون الذهبي لنجاح العلاج، (البرستيك) أيضا دواء جيد، لكنك لا تحتاجين للدوائين، من وجهة نظري أن (السبرالكس) سيكون كافياً.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً