الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أذاكر كما كنت ويضيع وقتي على النت فيما لا يفيد، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في سنة أولى جامعة، مشكلتي أني لم أعد أدرس وأجتهد مثل السابق، الحماس موجود لكن لا أذاكر، أصبحت لا أكمل نصف ساعة مذاكرة، وأسرح كثيرا، وأظل جالسة لا أفعل شيئا بالساعات، وحتى لو كان عندي امتحان ثاني يوم أكون هكذا بكل برود، وكل مرة أقول أني سأذاكر وأضغط علي نفسي، ولكن لا أفعل شيئا، فالحال كما هو.

بعد أول امتحان لم أجب فيه بشكل جيد، ظللت أقول لنفسي أني يجب أن أدرس جيدا وأجتهد، وكان عندي حماس شديد جدا، وعندما جلست لأذاكر وجدت نفسي لا أدرس، وللأسف طموحاتي عالية، وأتمنى أن أكون من الأوائل وأكون معيدة، ولكن لا أفعل المجهود الذي يجعلني من الأوائل، هل هذا يمكن أن يكون حسدا؟ لأني حصلت على مجموع عال في الثانوية العامة وأنا معروفة بالتفوق، أخشى أن أظل هكذا، أريد حلا يخرجني من هذه الدوامة وأعود مثلما كنت.

عندي مشكلة أخرى، هي أني أصبحت مدمنة نت تقريبا، وهذا يضيع كل وقتي، فأجلس عليه كثيرا وليس في أي شيء مفيد، وحاولت أن لا أجلس عليه كثيرا لكن فشلت، ما الحل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Loka حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوفقك في دراستك، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يكرِّه إليك النت حتى لا تدخلينه إلا عند الضرورة الشرعية القصوى.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أستبعد أبدًا أن يكون قد حدث لك نوع من الحسد، وذلك لأنك كنت متفوقة وحصلت على مجموع عالٍ في الثانوية العامة، وكما قالوا (كل ذي نعمة محسود)، ولذلك أنصحك بالرقية الشرعية، ضرورة أن تقومي برقية نفسك أو أن يقوم بذلك أحد أقاربك، أو أن تستعينوا بعد الله تعالى بأحد المشايخ والرقاة الثقات الذي يُعرف عنهم صحة العقيدة، وأنهم لا يعالجون بالشعوذة أو الدجل، وإنما يعالجون فقط بالرقية الشرعية التي هي مجموعة آيات من الله كلام الله تعالى وبعض الأحاديث من سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-.

فيما يتعلق بالنت، فإن مشكلته أنه يأخذ الوقت ويقضي عليه ويقتله، ويدمر مستقبل الإنسان، وما عرف أحد النت وأدمن عليه إلا وقد خسر خسارة فادحة، يكفي أنه يخسر عمره الذي هو رأس ماله، ولذلك أن تأخذي قرارًا بعدم الدخول إلى النت إلا عند الحاجة فقط، وأنت قادرة على ذلك، وهذا ليس صعبًا ولا مستحيلاً، فإذا كانت هناك حاجة علمية للدخول على النت، أو مسألة تحتاج إلى بحث دخلت على النت، أما إذا لم يكن هناك شيئًا مهمًّا، فأتمنى أن تقاومي هذه الرغبة بكل ما أُوتيت من قوة، لأن هذا سيكون سبب فشلك في الدنيا والآخرة -والعياذ بالله تعالى-، في الدنيا لأنك لن تذاكري، وبالتالي سيتدهور مستواك العلمي، وفي الآخرة لأن عمرك سيضيع بلا فائدة، وبذلك ستندمين ندمًا شديدًا يوم القيامة.

إذا كان الجهاز في غرفتك أتمنى أن تُخرجيه إلى مكان عام، كأن يكون في الصالة أو في مكان آخر بعيدًا عن يدك، حتى لا يكون من السهل عليك الدخول إليه في أي وقت، وحاولي أن تنظمي وقتًا معينًا للدخول، وأن تقاومي الرغبة في الدخول في أي وقت، وإنما اجعلي الدخول في وقت محدد معين من الساعة كذا إلى الساعة كذا، والتزمي بهذا، -وبإذن الله تعالى- سوف تنجحين في هذا.

إضافة إلى هذه الأسباب المادية التي ذكرتها، عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن الله يصرف عنك هذا التكاسل عن الدراسة، وأن الله تبارك وتعالى يعينك على الحد من استعمال الإنترنت، وأن يوفقك لاستعماله فقط عند الضرورة والحاجة، وأن يحفظ عليك وقتك، وأن يحفظ عليك عمرك.

أتمنى أن تحافظي على الصلوات في أوقاتها، لأنها مهمة جدًّا، وستنظم وقتك، كذلك أتمنى أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وأن تحافظي على حجابك الشرعي، وأن تعلمي أن الطاعة لا تؤدي إلا إلى التوفيق والسعادة، وأن المعصية تؤدي إلى الضياع والغفلة والفشل، فعليك -بارك الله فيك- بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وأذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، واجتهدي في أن تكوني ذاكرة لله تبارك وتعالى معظم وقتك، وأن يكون لديك ورد من القرآن الكريم يوميًا ولو صفحة أو صفحتين يوميًا، حتى لا تقطعي علاقتك مع سيِّدك ومولاك، وبذلك سوف تكونين في أحسن حال -إن شاءَ الله-.

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى كل خير، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً