الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتلفظ بألفاظ نابية، كيف تنصحونني أن أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله...

ثقتي بكم كبيرة وأتمنى أن تنصحوني بخصوص زوجي في ما يلي:

زوجي نشأ بعائلة لا تستنكر الشتم والسب، فكثيراً ما أسمع أمه تنتقد وتستخدم كلمات السب والشتم كثيراً، وحتى لمواقف لا تستدعي أن الإنسان يأخذ ذنوباً وإثماً عليها.

المشكلة أن زوجي أيضا ألاحظ عليه استخدام بعض الكلمات التي لا تعجبني، والتي هي بالحقيقة غير جيدة، ولمواقف أيضا عادية، مثلاً أن يذكر فلانا في دوامه وينعته بوصف غير لائق، أو مثلاً يكون بشارع وشخص ما، لا يعرف أن يسوق السيارة ويعيقه فينتقده ببعض الكلمات.

البعض يرى هذا الموضوع عاديا، ولكن بالنسبة لي فأتمنى أن لا أسمع من زوجي قول هذه الكلمات وقد قمت بالتلميح له عدة مرات لكن بلا فائدة، لأنني حسب ما ذكرت هو تربى وتطبع في بيت أهله على هذه العادة غير الجيدة.

سؤالي: كيف لي أن أنصحه بطريقة جيدة على ألا تكون مباشرة وأغير من عاداته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن بعض الناس اعتاد مثل هذه الألفاظ، وهذا بلا شك له ضرر وله آثار خطيرة، ونسأل الله أن يعافي زوجك من هذه المشكلة، وأن يعافي أهله أيضًا، فإن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نهى عن السبِّ، فسباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وكذلك أيضًا نهى عن اللعن، واللاعنون لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- واللعن طرد من رحمة الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ما رضي أن تتبعهم ناقة ملعونة، فكيف إن صبَّ اللعن على بشر وعلى ناس، وأنت كما أشرت أحيانًا بغير ذنب جنوه، لذلك ينبغي أن ينتبه لهذا.

وينفع التذكير بالله -تبارك وتعالى-، وجلب الأشرطة والمحاضرات والكتب التي تدعو إلى حفظ اللسان، والتذكير بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قال لمعاذ: (ألا أدلك على جماع الخير كله؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: كفَّ عليك هذا) وأمسك النبي -صلى الله عليه وسلم- بلسان نفسه، فقال معاذ: أوَ محاسبون – أوَ مؤاخذون – بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يُكبُّ الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم) فاللسان خطير جدًّا، فهو صغير في جَرْمه عظيم في جُرمه.

فعليك أن تجتهدي في النصح للزوج، واجعلي هذا تذكيرًا بالله -تبارك وتعالى-، وغلفي هذا بأسلوب جيد، وذكريه بإيجابياته ومحاسنه، وحاولي أن تنبهيه إلى هذا الجانب، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على تربية أبنائك، لأنهم إذا نشأوا أيضًا سيعتادون سماع مثل هذه الكلمات.

ونسأل الله التوفيق والهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً