الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وافقت على الخاطب بدون تفكير، فبماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 19 سنة، أبي وأمي متوفيان، خطبت لشاب أكبر مني ب 17 سنة، وقبلت دون تفكير، لأني أردت التخلص من واقعي وظروفي، ولكني لم أحبه أبدا، وشعرت بفارق العمر الكبير، ولم أتأقلم معه، وهو مقصر في صلاته، حاولت نصحه، وعندما طلبت منه أن نفسخ الخطوبة، فإنه يشعرني بأنني أظلمه، وخائفة من أن يعاقبني الله على ذلك، أنا محتارة ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والرشاد، ونسأله تعالى أن يرحم أموات المسلمين، ونحن لا نرى الخروج من حياة هذا الرجل بسهولة، وفارق العمر ليس مشكلة، فيمكن للمرأة أن تسعد مع رجل بفارق عمر كهذا أو أكبر؛ لأن العبرة بحسن التعامل والمعاشرة، وما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد تزوج عائشة والفرق بينهما أكثر من 40 عاما، وسعدت معه، وكانت حياتهما نموذجا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لا نريد منك التفكير بهذه الطريقة، ولكن فكري في الجوانب الإيجابية، ولعل من إيجابيات هذا الرجل الحرص الشديد على التمسك بك، ونشكر لك حرصك على دعوته للمواظبة على الصلاة، وهذا هو الشرط الذي نريد التركيز عليه، وأنت قلت بأنه يصلي ولكنه ليس مواظبا، والمطلوب هو المواظبة، فاجعلي هذا مهرا لك، وبيني له أنه لا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بطاعة الله تعالى، وأما بقية الأمور بعد الدين والخلق، فيمكن للإنسان أن يقدم فيها تنازلات، فلا يمكن للمرأة أن تجد رجلا بلا عيوب، ولا يمكن للرجل أن يجد امرأة لا عيب فيها.

والمطلوب أن نسدد ونقارب، ونسأل الله لنا ولك والتوفيق والسداد، ونتمنى أن لا تتخذي قرار الفراق إلا بعد دراسة، وانظري للقضية من كافة الجوانب، في الخيارات المتاحة، والفرص الموجودة، وعواقب ترك هذا الرجل، وفوائد الاستمرار معه، ونظرة الناس لك إذا خرجت من حياته بهذه الطريقة، وما يترتب عليه من إحجام الخطاب ؛لأنهم إذا علموا أنك ترفضين هذا وهذا، فسيأتي اليوم الذين يتوقفون عن طرق الأبواب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله وكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره، ولا يخفى أن المسلمة إذا احتارت بين أمرين فإنها تهرع إلى صلاة الاستخارة، والتي فيها طلب الدلالة للخير ممن بيده الخير.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا راما

    متلي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً