الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج يمنع نزول العرق عند مقابلة الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أشكركم على الموقع الجميل.

أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني من الخجل وخصوصاً من النساء، وأشعر بالقلق عند مقابلة أي فتاة، وعند المقابلة ينزل مني عرق وبكثافة، وأشعر بالانزعاج لنزول العرق في مقابلتي أشخاصا تربطني بهم علاقات عمل، أو أشخاصا تعرفت عليهم عن طريق النت، وأحيانا ينزل العرق وأنا أتكلم على التلفون، أو إذا قابلت صديقا فجأة، أو في أوقات الدردشة على النت، لدرجة أني أخرت الزواج لهذا السبب (نزول العرق بكثافة).

علما أنه إذا قابلت أشخاصا مع أصدقائي لا ينزل العرق إلا نادراً، وهذه الحالة تسبب لي كثيرا من الإحراج أمام من أقابلهم، وأفضل الجلوس منعزلا بسبب نزول العرق.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

سؤالي: كيف يتم التخلص من هذه الحالة، وهل من علاج يمنع نزول العرق في مثل هذه الحالات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نزول العرق تتحكم فيه قطعًا الغدد العرقية، والتي يتحكم فيها الجهاز العصبي، وكذلك الجهاز الفسيولوجي لدى الإنسان، وإفراز العرق يتفاوت من إنسان إلى آخر، بمعنى أنه توجد فوارق شخصية بين الناس.

الذي أراه أن حالتك ربما تكون مرتبطة بنوع من القلق الاجتماعي البسيط، لكن هنالك أيضًا مبالغة في مشاعرك، فأنت ربطت ما بين المقابلات الاجتماعية وما بين نزول العرق، أي أصبح هنالك رابطا نفسيا، وقد يكون الأمر بدأ بشيء من الخوف أو الرهاب الاجتماعي البسيط.

فإذًا أنت محتاج لأن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن تكثر من المواجهات، وكن عفويًا، لا تراقب نفسك كثيرًا، لأن مراقبة الذات والنفس والتأكد من الأداء في المواقف الاجتماعية، هذا نفسه يقيد الإنسان ويكبله، ويؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر الداخلي، الذي قد ينتج عنه إفراز العرق.

النقطة الثانية: عليك أن تمارس الرياضة، وكذلك تمارس تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة بسيطة جدًّا وسهلة الاطلاع، توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة والتي رقمها: (2136015).

نقطة أخرى مهمة: ربما تستفيد كثيرًا من أحد الأدوية المضادة للمخاوف القلقية, خاصة ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، ومن هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين).

أنا أحبذ أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا لمرة أو لمرتين، هذا سوف يساعدك كثيرًا، لأن الدعم النفسي المباشر مطلوب في مثل حالتك هذه، وهذا الدعم النفسي يتم من خلال مناظرة الطبيب والتحدث معه، وتبادل الأفكار، ثم الأخذ بالتوجيه والإرشاد، وسوف يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب لك، إذا كان الزيروكسات أو غيره.

في بعض الحالات الشديدة للإفراز العرقي تُعطى أدوية تخصصية جدًّا مثل (البوتكس) والذي يستعمله أطباء أمراض الجلدية، وهنالك أيضًا جراحات دقيقة لكنها ليست صعبة لتعطيل العصب الذي يؤدي إلى إفراز العرق، لكنك لن تحتاج لمثل هذه الإجراءات.

إذًا عليك بالتفاعل الاجتماعي، عليك بعدم الرهبة، أكثر من التواصل، ولا تراقب نفسك كثيرًا في هذه المواقف، وكن عفويًّا وانسيابيًا، وقطعًا ذهابك إلى الطبيب في زيارة أو زيارتين سيكون له أثر بالغ وإيجابي على صحتك -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس TUNIS

    انا مثلوك و لم اجد حل

  • مصر مجهول

    الحمد لله
    ربما كثرة الكلام خصوصا في غير محله تقلل من الكاريزما التي قد يشعر بها الآخرون من ناحيتك فسبحان الله ما حثنا الشرع على ترك الكلام الكثير إلا لجلب مصالح و درء مفاسد ، عندما كنت أقل كلاما كنت أجد احتراما أكثر من أصدقائي تجاهي و تقديرا لكلامي الذي أقوله لهم حتى مزاحي كان عذبا معهم و أثرت فيهم إيجابيا، هااا أما الآن مع أصدقائي الجدد كثر كلامي و مزاحي حتى قلت هيبتي أمامهم مما أثر سلبا علىّ ، ها أنا بصدد تهذيب نفسي و تعويدها على قلة الكلام للتخلص من كثرة السقط .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً