الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض مرضية سببها حالتي النفسية، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 22 سنة، بعد ولادتي لطفلي بعملية قيصرية بشهر، استيقظت من النوم، أشعر بخفقان وضيق في التنفس، ورجفة والإحساس كأنه الموت، أو أن روحي ستطلع، خفت جداً لأنني خارج المملكة، وذهبت المشفى وكان كل شيء سليماً، وبعدها صارت تأتيني الحالة، وأثناءها تورمت ركبتي، وسحبت منها صديداً أصفراً، وبعدها سافرت لأهلي لأنني أهملت طفلي، وصارت تأتيني وساوس أنني سوف أموت قريباً، وأن هذا إلهام من ربي أن أجلي قريب، وأهملت نفسي والأكل، لم أعد آكل أبداً، وإذا رأيت أحداً مهتماً بحالتي ومرضي، ازداد خوفي أكثر، وخوف أن أترك طفلي، وتأتيني وخزات وتنميل وخفقان، وأحياناً أشعر أنني لا أنبض، شعور أن قلبي توقف، وغبت عن الوعي مرتين لثانية، وثقل في الرجلين واليدين، وأشعر في قلبي مرة بخفقان، ومرة بضعف النبض، ومرة برجفة.

قمت بعمل تخطيط للقلب بدون ايكو، وكان سليماً، أحياناً أشعر باختناق، وأتضايق لأن الهواء لا يدخل، وفيتامين دال (33)، عملت تحليل دم، وكان كل شيء سليماً، عندي فقر دم بنسبة ( 10)، وأخذت الحبوب، ومستمرة عليها منذ ثلاثة أسابيع، ولم أجد تحسناً، وذهبت لرقاة يرقونني، وانتظمت على العلاج معهم، لكن الضيقة مستمرة، والوساوس والخوف من الموت، والحبوب النفسية أخاف من مضاعفاتها بما سمعت عنها من الناس أنها تؤدي للوفاة أو الإدمان.

سؤالي: هل أعاني من مرض لم يتم اكتشافه؟ وهل يجب أن أعمل تحاليل أخرى؟ وهل هناك أمل في أن أرجع لوضعي الطبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن تطمئني، وأقول لك أنني لست مبالغاً أبدًا إذا نصحتك بأنك لا تحتاجين لأي فحوصات طبية، أنا لم أرك ولم أفحصك، لكن من خلال رسالتك أستطيع أن أستشفّ – وبفضل من الله تعالى – أن حالتك هي حالة نفسية بحتة وقاطعة، والذي بك نسميه: قلق المخاوف الوسواسي.

أعطيتِ صورة واضحة جدًّا لما تعانين منه، وأقول لك أن الحالة حالة نفسية، ويجب ألا تضيعي وقتك، وألا تضيعي جهدك، وألا تسمعي للكلام غير المؤسس الذي يقوله الناس حول الحبوب النفسية، الحبوب النفسية نعمة عظمية، وحين تُعطى بواسطة الطبيب المختص الثقة العارف قطعاً يجب ألا يكون هنالك تخوف منها، لأن الاختيار سوف يكون سليماً.

أنت قطعاً محتاجة لأحد الأدوية النفسية، وعقار إستالوبرام – والذي يعرف باسم سبرالكس – سوف يكون دواءً مثالياً جدًّا لحالتك هذه، فتحدثي مع زوجك الكريم وأوضحي له ما أوضحناه لك، وأنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وعلاجه بسيط جداً، فقط عليك الذهاب إلى الطبيب النفسي، ولا تترددي؛ لأن الوساوس القلقية المصحوبة بالمخاوف دائماً تهز ثقة الإنسان بنفسه، وتجعله يتوجس ويوسوس حتى حول الذهاب إلى الطبيب والعلاج، وحتى حين تأتيه الصحة إلى متى سوف تستمر هذه العافية؟ -وهكذَا- هذه كلها افتراضات واجترارات وسواسية، والذي أقوله لك أن علاجك سهل جداً.

استمري على علاج الحديد لتحسين الدم، وبعد أن تتناولي - إن شاء الله تعالى – الدواء المضاد للمخاوف والوساوس سوف يتحسن مزاجك جدًّا، وكذلك شهيتك للأكل، مما يساعدك - إن شاء الله تعالى – على ارتفاع نسبة الهيموجلوبين لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً